أخبارمانشيت

الناجون من حملة الأنفال يطالبون الحكومة بتعويضهم وإعادة جثث ضحاياهم

عَبَّرَ مجموعة من الناجين من حملة الأنفال في إقليم كردستان عن قلقهم الشديد جراء عدم تنفيذ الوعود الحكومية التي تم تقديمها لهم طوال السنوات الماضية. وأكدوا أن الحكومة وعدتهم بتقديم تعويضات عن معاناتهم التي امتدت لأكثر من 33 عامًا، إلا أن هذه الوعود بقيت حبرًا على ورق دون تحقيق أي تقدم ملموس.

وفي تصريح خاص لوكالة “روج نيوز“، تحدث بعض الناجين عن محاولاتهم المستمرة للحصول على حقوقهم من حكومة إقليم كردستان. فقد أكدت مجموعة من الناجين أنهم لم يتلقوا أي تعويضات مادية، رغم العديد من الوعود التي تم تقديمها لهم طوال العقود الماضية.

تعويضات بلا تنفيذ

بارام مجيد، أحد الناجين من حملة الأنفال في مدينة حلبجة: “حكومة الإقليم قدمت لنا العديد من الوعود المتعلقة بتقديم تعويضات عن معاناتنا، لكن لا شيء من ذلك تم تنفيذه حتى الآن”. وأوضح مجيد أنه بالرغم من أن أكثر من 30 عامًا قد مرت، إلا أن تعويضات مالية لم يتم صرفها للناجين، بينما استمرت محاولاتهم في الحصول على استجابة من الحكومة.

وأكد مجيد أن أكثر من 27 شخصًا من أفراد الحملة تم تقديم تعويضات لهم، لكن لم يتم اتخاذ أي خطوات ملموسة بشأن البقية. كما طالب بإعادة جثث الضحايا الذين توفوا في صحراء عرعر، وهو الأمر الذي يزيد من معاناتهم ويجعلهم يشعرون بعدم الاهتمام من قبل السلطات.

مطالبات بإجراءات قانونية

فيمَ قال الناجي محمد علي: “لقد خضنا العديد من المعارك القانونية في المحاكم ولكن الحكومة تماطل دائمًا في الرد على مطالبنا”. وأضاف على الناجين من حملة الأنفال أن يعبروا عن استيائهم الشديد من المماطلة الحكومية، التي لم تأخذ بعين الاعتبار الآثار النفسية والاجتماعية التي تسببت بها الحملة ضد الأكراد في الثمانينات.

وأكد على أن كافة الطلبات التي تم تقديمها سواء كانت متعلقة بالتعويضات المالية أو إعادة الجثث إلى ذويها لم تجد آذانًا صاغية، بل كانت تصطدم بالحواجز البيروقراطية المستمرة.

ظروف صعبة واستمرار المعاناة

أشار الناجون إلى أن الظروف التي عاشوها أثناء حملات الأنفال من تهجير قسري وقتل جماعي قد تركت أثرًا نفسيًا عميقًا فيهم وفي عائلاتهم، وأنه من غير المقبول الاستمرار في تجاهل حقوقهم. وتحدثوا عن محاولاتهم العديدة للضغط على الحكومة من خلال الذهاب إلى مدينتي هولير والسليمانية، لكنهم كانوا يواجهون دائمًا نفس الإجابات المترددة التي لم تكن تحمل أي جديد.

ورغم مرور السنوات الطويلة، فإن الناجين ما زالوا يواجهون صعوبة في الحصول على حقهم، وهم يطالبون الحكومة بأن تتحمل مسؤوليتها في تعويضهم بشكل عادل ومنصف.

التسويف الحكومي ورفض الردود

وأشار الناجون إلى أن حكومة إقليم كردستان قد استمرت في تقديم وعود دون أن تكون لها نتائج ملموسة، مؤكدين أن الحلول المؤجلة والوعود الفارغة لم تعد كافية. وأضافوا أن الحكومة لم تقدم أي معالجات للمشاكل التي تواجههم، بما في ذلك غياب التعويضات اللازمة والاعتراف بمعاناتهم.

ووجهوا نداء إلى الحكومة العراقية بشكل عام وحكومة إقليم كردستان بشكل خاص، بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتلبية مطالبهم، بدءًا من تعويضهم المالي عن معاناتهم وصولًا إلى إعادة جثث ضحاياهم الذين قضوا في صحراء عرعر وغيرها من الأماكن.

في ختام تصريحاتهم، أكد الناجون أنهم يعتزمون اتخاذ إجراءات قانونية ضد الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان في حال استمرار تجاهل حقوقهم. وأوضحوا أنهم سيواصلون السعي للحصول على العدالة في محاكم دولية إذا لزم الأمر، معتبرين أن حقهم في التعويض عن حملات الأنفال لا يزال قائمًا حتى لو تأخرت الحكومة في منحهم هذا الحق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى