
استقبل الرئيس السوري للفترة الانتقالية، أحمد الشرع، وفدا من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في العاصمة السورية، دمشق، وسط تفاعل وتداول لصور الشرع مع الوفد على حسابات نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مدرج على قوائم الإرهاب في كل من المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر والبحرين، إذ سبق ونشرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية بيانا مشتركا في الـ20 من نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 ورد فيه: “تعلن كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، أنها في ضوء التزامها بمحاربة الإرهاب، وتجفيف مصادر تمويله، ومكافحة الفكر المتطرف وأدوات نشره وترويجه، والعمل المشترك للقضاء عليه وتحصين المجتمعات منه، وفي إطار جهدها المشترك بالتعاون مع الشركاء الفاعلين في محاربة الإرهاب؛ فإنها تعلن إضافة كيانين وأحد عشر فرداً إلى قوائم الإرهاب المحظورة لديها”، كان من بينها الاتحاد.
وعقّب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القرة داغي، على اللقاء بتدوينة على صفحته بمنصة إكس (تويتر سابقا) قال فيها: “في سياق الدور الملقى على عاتق العلماء والمصلحين، وفي ظل التحولات التي تشهدها سوريا، تشرفتُ بزيارة البلاد ضمن وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، حيث كان لنا لقاء مهم مع الرئيس أحمد الشرع، هذه الزيارة ليست محطة بروتوكولية، بل كانت استجابة لنداء الواجب الشرعي والأخلاقي، وموقفاً يفصح عن مسؤولية العلماء في زمن الأزمات والتحديات”.
وتابع: “لقد وجدنا في الرئيس أحمد الشرع رجلاً مدركاً لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، واعياً بالتحديات التي تواجه سوريا، متفهماً لدور العلماء في بناء الجسور بين مختلف المكونات، وحريصاً على أن تكون المرحلة القادمة مرحلة عدل ومصالحة، لا انتقام وتشفي، مرحلة بناء الدولة على أسس صحيحة، لا إعادة إنتاج للأزمات، وإنني إذ أبارك له تولي هذه الأمانة العظيمة، فإنني أرجو له أن يكون قائداً رشيداً، يعتمد الحكمة والبصيرة، ويستلهم في قراراته مقاصد الشريعة التي جاءت لصيانة الدين والنفس والعقل والمال والعرض، وأن يكون نهجه قائماً على العدل الذي لا يحابي أحداً، وعلى الرحمة التي تحتضن الجميع، وعلى القوة التي تمنع الظلم وتردع الطغيان، أما لسوريا، فإني أدعو الله أن يُعيد لها عزتها وأمنها واستقرارها، وأن تخرج من نفق المحن لتبني نهضة متينة قائمة على العلم والعدل والحرية المسؤولة، وأن تكون أرضاً يتساوى فيها جميع أبنائها في الحقوق والواجبات، بلا إقصاء ولا استبداد، وأن تستعيد مكانتها كقلب نابض للأمة الإسلامية، ومهدٍ لحضارة مزدهرة تسهم في خير الإنسانية جمعاء”.
وختم القرة داغي تدوينته قائلا إن “هذه الزيارة ليست إلا خطوة في مسار طويل، وسنظل – كعلماء ومصلحين – مؤمنين بأن دورنا لا يقتصر على المواعظ، بل يمتد ليشمل الإسهام الفعلي في ترميم الجراح، وردم الفجوات، وتوجيه الجهود نحو بناء وطن يستحقه السوريون، وطن يسوده العدل، ويتنفس الحرية، وينعم بالاستقرار”.