أخبارمانشيت

البرلمانية الكتالونية إلوليا ريغوانت: على المجتمع الدولي التحرك من أجل روج آفا

بعد انهيار نظام الأسد في سوريا في 8 كانون الأول 2024، أدى ذلك إلى دخول التوازنات السياسية والعسكرية في البلاد مرحلة جديدة، وعلى الرغم من الحرب والتوترات لم تنتهِ بشكل كامل، إلا أن المجتمع الدولي سرعان ما أجرى اتصالات مع هيئة تحرير الشام التي استولت على السلطة، وبدأت المناقشات حول بناء سوريا الجديدة.

ولا يزال يُنظر إلى زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، الذي تم تعيينه رئيساً للمرحلة الانتقالية، على أنه قائد جماعة مسلحة، لكن الجهات الفاعلة الدولية بانتظار أن يتغير وأن يصبح شخصية سياسية خلال مرحلة إعادة إعمار سوريا من جديد، إلا أنه خلال هذه الفترة طغت على جدول الأعمال التقارير التي تتحدث عن ارتكاب المجازر بحق العلويين في المناطق الساحلية من البلاد، الأمر الذي لاقى صدى لدى الرأي العام الدولي، ومن ناحية أخرى، تواصل الدولة التركية، التي تُعتبر الداعم الأكبر لجماعة هيئة تحرير الشام الجهادية والجماعات المرتزقة التابعة لها، شن الهجمات على مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وقد تسببت هذه الغارات الجوية الأخيرة بفقدان العشرات من المدنيين لأرواحهم، بمن فيهم النساء والأطفال.

وبدورها، قيّمت إلوليا ريغوانت، البرلمانية في برلمان كتالونيا عن حزب “ترشيح الوحدة الشعبية (CUP)” الهجمات ضد روج آفا لوكالة فرات للأنباء (ANF).

“إنهم لا يعترفون بحق الشعب الكردي في الحياة”

وصفت إلوليا ريغوانت، عضو برلمان كاتالونيا، هجمات الدولة التركية ضد روج آفا بأنها محاولة من محاولات الاحتلال، وقال بهذا الخصوص: “منذ اليوم التي احتلت فيه الدولة التركية روج آفا، فهي تهاجم المنطقة والشعب الكردي على حد سواء، هذه ليست حرباً من جانبين، بل هي محاولة احتلال مكشوفة، حيث تشن الدولة التركية الهجمات والاعتداءات على المدنيين في المنطقة بشكل ملموس، وعلى الرغم من روج آفا لا يشكل أي تهديد لتركيا، إلا أن شعوب المنطقة يتعرضون باستمرار للهجمات والاعتداءات، فالهدف الرئيسي للدولة التركية وميليشياتها هو السيطرة على المنطقة بالكامل وحرمان الشعب الكردي من حقه في الحياة”.

“على المجتمع الدولي ألا يبقى صامتاً”

أوضحت البرلمانية إلوليا ريغوانت أن الرئيس التركي أردوغان يريد إعادة بناء الهيمنة العثمانية في المنطقة، مشددةً على عدم سكوت المجتمع الدولي حيال ذلك.

وأردفت إلوليا ريغوانت قائلةً: “تشن الدولة التركية الهجمات على البنية التحتية المدنية وإمدادات ومصادر الطاقة ومرافق ومحطات المياه، الأمر الذي يجعل ظروف حياة المدنيين صعبة ويجبرهم على الهجرة، يجب على المجتمع الدولي التركيز على الأحداث التي تجري في المنطقة والتوقف عن التظاهر بأنه لا تزال لديه علاقات طبيعية مع تركيا، فالسياسة التي تتبعها تركيا في المنطقة هي سياسة قائمة على تعميق الحرب، وهذه السياسة بحد ذاتها تعرض حياة المدنيين لخطر أكبر”.

“يجب توخي الحيطة والحذر”

وأكدت إلوليا ريغوانت على أن انهيار وسقوط نظام الأسد أمر مهم، ولكن يجب توخي الحذر من إدارة هيئة تحرير الشام التي حلت مكانه، مقيّمة الوضع على النحو التالي: “يجب على المرء النظر إلى ماضي هيئة تحرير الشام وما تقوم به اليوم، ويجب التصرف بحذر، ونحن نعلم أن هيئة تحرير الشام لها ماضي إسلامي متطرف، ولقد رأينا ما فعلته هذه الجماعات الجهادية في روج آفا وكوباني، وعند بناء مستقبل سوريا، فإن ما يجب أن يُؤخذ كأساس، هو ذهنية إدارة ديمقراطية”.

“يجب أن يمتد نموذج روج آفا إلى كل أرجاء سوريا”

أكدت البرلمانية الكتالونية أنه يجب حماية النظام الذي تم بناؤه في روج آفا واعتباره نموذجاً لمستقبل سوريا، مضيفةً بالقول: “من المهم أن اعتبار النظام الديمقراطي والاجتماعي في روج آفا مثل نموذج لكل سوريا، فالهدف هو جعل سوريا نموذجاً للديمقراطية، ودمج جميع المجموعات الدينية والعرقية في الإدارة وضمان ديمقراطية حقيقية، في حين أن تشكيل إدارة من نوع مختلف لن يجلب الديمقراطية إلى المنطقة فحسب، بل سيزيد ويفاقم من حالة عدم الاستقرار، حيث إن نموذج روج آفا هو مصدر أمل كبير ليس فقط لسوريا والمنطقة، ولكن أيضاً لتركيا على المدى الطويل”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى