انعقاد” الكونفرانس الأول للنساء الكرديات في روج آفا ” وصدور بيان ختامي عنه

تحت شعار “قيادة المرأة الكردية تضمن الوحدة الوطنية الكردية” انطلق الكونفرانس الأول للنساء الكرديات في روج آفا في قاعة حديقة آزادي في مدينة قامشلو، بحضور نحو 300 مندوبة من الأحزاب السياسية، والمثقفات، والكاتبات، والفنانات، والصحفيات، والتنظيمات والحركات النسائية، وممثلات عن مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية وشخصيات من حلب ودمشق.

اختتم الكونفرانس ببيان ختامي تضمن جملة من المخرجات وقرئ باللغتين العربية والكردية من قبل المتحدثة باسم مؤتمر ستار ريحان لوقو، وعضوة المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) عبير حصاف.

وجاء في البيان الختامي:

تحت شعار “ريادة المرأة الكردية ضمان لتحقيق الوحدة القومية” عقد كونفرانس المرأة الكردية في روج آفاي كردستان   بتاريخ 23 آذار 2025 بحضور 300 امرأة كردية من مختلف مناطق روج آفا وسوريا، ممثلات عن الأحزاب السياسية الكردية و مجالس المرأة ومؤسسات الإدارة الذاتية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بشؤون المرأة وعدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية .

بدأ الكونفرانس أعماله في الساعة العاشرة صباحاً بكلمة ترحيبية، تلاها نقاش لآخر المستجدات السياسية على الساحتين الكردستانية والسورية، وتطرقت المشاركات إلى أهم التحديات التي تواجه المرأة الكردية  في ظل السياسات الإقصائية المتبعة  للأنظمة القوموية  ذات العقلية الذكورية وهيمنة السلطة الأبوية، كما وتم تسليط الضوء على وضع المرأة ودورها الفعال في بناء المجتمع الديمقراطي المبني على الحرية والعدالة والمساواة وضرورة  تكاتفها وبناء تحالفاتها على مبادئ مشتركة لضمان حقوقها والوقوف في وجه الإقصاء الممنهج الذي تتعرض له المرأة  ومكونات الشعب السوري الإثنية والقومية والدينية والذي ظهر جلياً في الإعلان الدستوري الصادر عن الحكومة المؤقتة مؤخراً، وتجاهله لأهمية المشاركة الفعالة  للمرأة في بناء سلام مستدام وتحقيق الأمن والاستقرار. هذا الإعلان الذي حرم المرأة من كافة حقوقها وقيّدها وحبسها في دائرة من أحكام الشريعة ولمواجهة هذا الخطر يتحتم المطالبة والنضال من أجل تحقيق  السلام والأمان والاستقرار. إن النساء الكرديات مستعدات للعمل سوية مع النساء من باقي المكونات والمشاركة في عملية بناء سوريا ديمقراطية تعددية لامركزية  مبنية على أسس الديمقراطية وحرية المرأة والمجتمع  الأيكولوجي، كما  توقفت المشاركات على التضحيات الجسام للشعب الكردي للحفاظ على أرضه وهويته أثناء تعرضه للإبادة والانتهاكات الجسام  خلال المراحل السابقة من قبل النظام البعثي البائد وإرهاب داعش والاحتلال التركي وهجماته المستمرة على مناطق شمال وشرق سوريا، كما تطرقت  المشاركات إلى ضرورة  المحافظة على الأمن والاستقرار في مناطقنا  بما يتناسب مع هذه التضحيات. كما ذكرت المشاركات في الكونفرانس الدور الطليعي للمرأة  الكردية المنظمة  في روج آفاي كردستان وشمال وشرق سوريا في حماية المنطقة وبناء الإدارة الذاتية الديمقراطية وتشكيل تنظيماتها الخاصة ونجاحها في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتدريب والتعليم  والحماية وغيرها وصولاً إلى تضمين حقوقها في العقد الاجتماعي  لشمال وشرق سوريا. وقد أكدت المشاركات في كونفرانس المرأة الكردية في روج آفا أن نضال المرأة الكردية لم يعد مجرد قضية حقوقية، بل بات حجر أساس في بناء مجتمع ديمقراطي عادل يضمن الحرية والمساواة لجميع المكونات، كما أصبحت تجربتها منارة أمل للنساء حول العالم مستلهمة من فلسفة “المرأة ، الحياة ، الحرية”. 

كما وتمت قراءة وثيقة مبادئ وقيم كونفرانس المرأة الكردية في روج آفا ومناقشتها مع المشاركات للاتفاق على مضمونها والمصادقة عليها من قبل المشاركات في الكونفرانس  .

وعليه تم الاتفاق على مجموعة من المخرجات التي يتطلب العمل عليها من أجل حماية حقوق وحرية المرأة وبناء مجتمع ديمقراطي. 

1-  الدعوة إلى عقد مؤتمر وطني كردستاني شامل على مستوى أجزاء كردستان الأربعة في هذه المرحلة المصيرية والحساسة تلبية لتطلعات وآمال الشعب الكردي وكافة النساء الكرديات، مع التأكيد على الدور الفعال للمرأة في صياغة الاستراتيجيات الأساسية  .

2- الكونفرانس يدعو إلى عقد المؤتمر القومي الثالث للمرأة الكردية على مستوى أجزاء كردستان الأربعة في روج آفاي كردستان.

3- الإسراع في عقد مؤتمر قومي للقوى الكردية في روج آفا، ليكون بمثابة منصة لتوحيد الرؤى والجهود السياسية والاجتماعية من أجل حل القضية الكردية في سوريا والذي يعد ذا أهمية ضرورية وعاجلة، مع ضمان تمثيل المرأة .

4- رفض الإعلان الدستوري الصادر عن الحكومة المؤقتة في سوريا ودعوتها للعمل وفق القرار الأممي 2254 كمطلب جامع لكل النساء والمكونات والشعب السوري  .

5-  إن بناء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية هدف أساسي لمكونات الشعب  السوري  وضمان لحقوق المرأة ، مع التأكيد على اتخاذ مشروع الإدارة الذاتية نموذجاً يمكن البناء عليه كحل لكامل الجغرافيا السورية بكافة مكوناتها  .

6- التأكيد على ضرورة مشاركة المرأة في العملية السياسية ومراكز صنع القرار وبنسبة لا تقل عن 50% لضمان بناء سلام مستدام وبناء سوريا ديمقراطية  .

7- العمل والنضال من أجل اعتماد المواد الواردة في العقد الاجتماعي لشمال وشرق سوريا، المتعلقة بالمرأة في الدستور السوري القادم .

8- العمل معاً مع النساء من باقي المكونات السورية وبناء التحالفات الديمقراطية معاً للمحافظة على حقوق المرأة وتضمينها في الدستور الجديد  .

9- التأكيد على أن الدفاع الذاتي المشروع حق وواجب على كل امرأة .

10- حث  المرأة الكردية عبر تنظيماتها على لعب دور طليعي  في النضال والوقوف في وجه كافة أشكال العنف والإبادة بحق النساء السوريات وتقديم المساندة والدعم اللازم لهن، والتعريف بتجربة المرأة في شمال وشرق سوريا للنساء في باقي المناطق السورية .

11- التأكيد على ضرورة الاستمرار في عملية تدريب وتمكين النساء في مختلف المجالات السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية  والإدارية وغيرها لتحقيق التطوير والتنمية اللازمة .

12- التأكيد على  تأمين عودة آمنة للمهجرين قسراً من عفرين وسري كانية وتل أبيض والشهباء وباقي المناطق المحتلة  إلى مناطقهم الأصلية، وضرورة تطبيق العدالة الانتقالية لجبر الضرر والتعويض عن الانتهاكات التي مورست بحقهم.

13- الكونفرانس يدعو كافة النساء الكرديات في روج آفا وسوريا إلى الانضمام للنضال معاً من أجل تحقيق الوحدة الكردية وتضمين حقوقهن في دستور سوريا  .

إن القرارات والتوصيات التي خرج بها الكونفرانس تشكل خارطة طريق لرفع مستوى نضال المرأة، وتعزيز دورها في كافة المجالات، وتوحيد الجهود من أجل تحقيق رؤية سياسية موحدة للكرد في سوريا، وترسيخ أسس الديمقراطية والعدالة الاجتماعية .

نحن كمشاركات، نؤكد على استمرار نضالنا من أجل تحقيق الوحدة القومية للكرد في روج آفا وباقي أجزاء كردستان، وتعزيز التضامن النسوي داخل كردستان وخارجها، و دعم ومساندة  كافة الجهود الهادفة إلى بناء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية، تضمن حقوق المرأة وكافة المكونات .

ختاماً، نوجه تحية لكل النساء المناضلات في روج آفا، كردستان، والعالم، ونؤكد أن وحدة المرأة وتنظيمها هما الضمان الأساسي لتحقيق الحرية والديمقراطية”.