
التطورات والأحداث الأولى التي رافقت انتقال إدارة هيئة تحرير الشام إلى سدة السلطة لا تحمل مؤشرات واعدة، حيث قُوبلت الأنباء عن المجازر التي ارتُكبت بحق المدنيين العلويين، لا سيما في المناطق الساحلية من البلاد، باستياء شديد داخل سوريا وعلى الساحة الدولية، وقد ألقى صمت الإدارة الجديدة إزاء هذه الهجمات بظلال من القلق على آفاق مستقبل سلمي.
في حديثه لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أجرى أدريا غيفارا، سكرتير العلاقات الدولية في حزب اليسار الجمهوري الكتالوني (ERC)، تقييمات حول التهديدات التي تواجه روج آفا، وأهمية نظامها بالنسبة لمستقبل سوريا.
وأكد “أدريا غيفارا” أن استمرار وجود احتلال الدولة التركية في الأراضي السورية ما يزال يشكل تهديداً لمستقبل روج آفا، وأضاف قائلاً: “كحزب، نعتقد أن هجمات تركيا على شمال وشرق سوريا تقع ضمن نطاق الجرائم ضد الإنسانية والحرب، حيث تواصل تركيا استراتيجيتها في احتلال منطقة الشعب الكردي، وبرأينا، هذا الاحتلال يجب أن ينتهي ويزول، ويجب على المجتمع الدولي أن يرى وحشية الدولة التركية في روج آفا وأن يقدم الدعم للشعب الكردي”.
وأوضح “أدريا غيفارا” أن النظام الذي تم بناؤه في روج آفا يُعد دليلاً يُسترشد به نحو المستقبل، مشيراً إلى أن مستقبل سوريا بحاجة إلى مثل هذا النموذج، وتابع أدريا غيفارا قائلاً: “نحن نعتقد أن النظام في روج آفا جيد للغاية؛ لأنه نظام يضمن في طياته جميع الشعوب بما في ذلك الثقافات المختلفة وأديان المنطقة، ويبدي الاحترام للأقليات، ويعمل على استيعابهم، حيث أن الممارسة العملية على أرض الواقع للإدارة في روج آفا إيجابية للغاية، فهي تخلق أفضل وضع يمكن أن تعيش فيه الشعوب المتنوعة في سلام ووئام، وعلينا أن نراقب بعناية ما سيحدث في الفترة المقبلة، فالتوازنات المتغيرة يجب ألا تضر بـ روج آفا”.
كما أكد “أدريا غيفارا” أن السلطة الجديدة التي تتزعمها هيئة تحرير الشام في دمشق، لا تبعث على الأمل في مستقبل سوريا الجديدة، منوّهاً إلى أن المجتمع الدولي يجب أن يتعامل مع هذه العملية بحذر أكبر، وقال أدريا غيفارا بهذا الصدد: “لا تزال الحكومة السورية الجديدة تثير قلقنا، لأننا السلطة الحاكمة لديها بنية إسلامية متطرفة للغاية، ومن غير الواضح والجلي إلى أين ستتجه سلطة بهيكلية كهذه، وكيف ستتعامل مع حقوق الأقليات المتنوعة في البلاد، وكيف ستحمي حقوق مناطق مثل روج آفا”.
وشدد “أدريا غيفارا” على ضرورة أن تتحمل البلدان الأوروبية مسؤولية حماية روج آفا، مردفاً بالقول: “تلتزم العديد من البلدان الصمت تجاه الهجمات ضد روج آفا، ونحن في كتالونيا ندعم قضية الكرد منذ سنوات، ففي البرلمان الكتالوني، تبنينا العديد من البيانات الداعمة للشعب الكردي ولشعب روج آفا، ولكن من الواضح أن العديد من البلدان الأوروبية لم تفعل ذلك، برأي، أن السبب في ذلك يعزو إلى النفوذ الكبير الذي تتمتع به تركيا، هناك اتفاقيات مبرمة بين الاتحاد الأوروبي والحكومة التركية بشأن المهاجرين والعديد من القضايا الأخرى، ربما هذا هو السبب في أن بعض البلدان الأوروبية الكبرى لا تعبر علنًاً عن دعمها لشعب روج آفا، ولكن يجب أن يتغير هذا الموقف، فنحن، الشعب الكتالوني، قد أوضحنا الطريق لهذه الدول بموقفنا، وعليهم أن يتبعونا ويتبنوا قراراتنا تجاه روج آفا، ويجب أن نبادر إلى التحرك معاً لحماية حقوق الإنسان وحقوق الشعوب”.
وذكّر “أدريا غيفارا”، المتحدث باسم العلاقات الدولية في حزب اليسار الجمهوري الكتالوني (ERC) في ختام حديثه، التشابه بين معاناة الشعبين الكتالوني والكردي ونضالهما من الناحية التاريخية، مضيفاً: “إن الشعب الكتالوني والشعب الكردي تربطهما علاقة الصداقة والأخوة، فنحن نناضل من أجل الشيء نفسه؛ حيث أننا نناضل من أجل الحرية، والحق في إدارة أنفسنا بأنفسنا دون تدخل خارجي، والحفاظ على ثقافتنا ولغتنا، يجب علينا أن نتحرك معاً، لأننا أقوياء بشكل أكبر معاً وهذا هو السبيل للحصول على حقوقنا”.