أبعاد استهداف شنكال
آلدار_خليل
لا يكاد الإيزيديون ينسون وقع الإبادة التي وقعت بحقهم في الثالث من آب 2014 حتى تعود تلك المأساة تتجدد كل عام؛ حيث الألم يتجدد في أن هناك تحدٍ واضح لشنكال وأهلها وأنه هناك إرادة ترفض تماماً في أن تكون شنكال حرة بقرارها وتدافع عن ذاتها بقوة أبناؤها؛ هذا الإصرار من القوى التي لا تريد لشنكال أن تكون هكذا؛ سعيها هو منحى واحد ألا وهو أن تكون شنكال ضعيفة ولا تمتلك ما تدافع به عن ذاتها أمام الإبادة ما معناه إنهم يريدون المزيد من الإبادة بحق شنكال وأهلها.
15 آب 2014 قرية كوجو؛ إحدى القرى التي ودعت المئات من أبنائها في هذا اليوم المذكور؛ ليتم دفنهم على يد داعش بمقابر جماعية لا يزال البعض منها مجهول المكان حتى الآن، تشكل كوجو إحدى الجروح التي لم ولن تندمل كلما تم ذكر إبادة 3 آب، الغريب بأن هناك أمور تحدث في كل عام وفي يوم استذكار مجزرة كوجو يُفسر ما تم ذكره آنفاً، التحدي الكبير أمام بناء إرادة الإيزيديين، حيث سبق وفي إحياء ذكرى مأتمة كوجو في 16 آب من عام 2018 تم استهداف القيادي مام زكي شنكالي وقبل أيام في 16 آب من العام الجاري تم استهداف القائد العام لوحدات حماية شنكال YPŞ سعيد حسن؛ خاصةً وأن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي كان قد أعلن أنه سيحضر مراسم الاستذكار لكنه لم يحضر فحصل ما حصل؛ ما يخلق تأكيدات إما عن تواطؤ بغداد كحكومة وإن لم تكن فصمتها حيال ما حصل من هجوم وعدوان تركي هو تواطؤ أيضاً، وإشارة واضحة لمنع من أن يكون الإيزيديون دون قيادة لا بل يريدون أن يفرضوا على شنكال شكل من أشكال التدخل بشكل خارجي أو أشخاص يديرون من خارج شنكال أي ليس من الإيزيديين ضماناً لدوام سياسات الإبادة بحق الإيزيديين، أيضاً استهداف القيادات هو لذات الغاية التي تم الهجوم على كوجو، القتل والتهجير والتدمير والنفي. العنوان الذي تم استهداف كوجو تحته ولاحقاً القيادات الإيزيدية هو واحد في الشكل والمضمون. لذا؛ كل من يصمت حيال ما يحدث في شنكال من أي طرف اليوم هو يتفق مع أهداف داعش التي أرادت إبادة الإيزيديين.
ما يحدث في شنكال غير منفصل عما يحصل في روج آفا من محاولة لخنق التجربة الديمقراطية الحديثة المنشأ وما يوجد من حصار بحقها واحتلال وهجمات مستمرة ضد استقرارها كما الحال فيما حدث وما زال في تل تمر وزركان وقامشلو تزامناً مع الهجوم على شنكال، غير منفصل عما يجري في باكوري كردستان من تصعيد ممنهج ضد الساسة الكرد والعمل السياسي والمجتمعي هناك، غير منفصل عما يحدث في باشور من محاولة لزج باشور في صدامات كردية – كردية وحسابات لا مصلحة للكرد فيها مطلقاً وسائر هذه الأمور تؤثر وتتأثر بروجهلات أيضاً؛ ما معناه نحن أمام محاولة ممنهجة من تركيا ومحورها الرافض لأن يكون هناك أي دور للكرد في رحلة التغيير التي تعصف بالشرق الأوسط في القرن الواحد والعشرين؛ يعترفون بحتمية تغيّر الأمور في المنطقة برمتها ويعارضون أن يتناول هذا التغيير الوضع الكردي والقضية الكردية.
على العالم أجمع، على كل من يؤمن بالديمقراطية والسلام كل من يملك الضمير والإنسانية أن يساهم في ألا تكون هناك إبادة وفرمان آخر بحق شنكال وأهلها والالتفاف حول الكرد وقضيتهم، الالتفاف حول مشروع التحول الديمقراطي الذي يتبناه الكرد اليوم وفق مبادئ الأخوة بين الشعوب؛ كذلك لا بد من المساهمة للحد من الجماح والعدوان التركي الذي لا يقف عند أية اعتبارات على الإطلاق؛ لا معايير أخلاقية ولا قانونية ولا حتى احترام سيادة الجوار، هذه العنجهية تجلب معها الفوضى والدمار وتهلك المنطقة برمتها ومن يصمت اليوم سيعاني من ذات الأمر مستقبلاً.