الشهباء بين مطرقة تركيا وسندان النظام
منذ ثلاث سنوات ويعاني أهل عفرين المُهجّرين قسراً إلى الشهباء، وكذلك أهل الشهباء ذاتهم بالإضافة إلى أهلنا الموجودين في الشيخ مقصود والأشرفية من حصار خانق؛ هذا الحصار يأتي بعد احتلال تركيا لعفرين مع مرتزقتها ليكون المهجرين أمام إتمام سياسات الاحتلال عليهم من قبل النظام عبر سلاح الحصار.
دون شك ما يحدث في تلك المناطق من قبل النظام لا يعبّر بشكلٍ مُطلق عن الروايات التي لطالما يتحدث عنها في خدمة الشعب السوري كذلك يدل ذلك على التناغم مع سياسات تركيا التصعيدية؛ ما يؤكد ضعف وعدم مصداقية حديثه عن موضوع السيادة؛ تركيا دون شك لديها مشروع يتمثل في خلق بلبلة وفوضى أينما وصلت، هذه الفوضى التي تريدها لا تكتفي بها مطلقاً لا بل تريد مع ذلك التصعيد الممنهج ضد شعبنا في عموم مناطق شمال وشرق سوريا بالإضافة إلى تفريغ المناطق وخاصةً في الشهباء لتمرير سياساتها في التغيير الديموغرافي بالإضافة لإتمام مخططاتها الاحتلالية.
حيث باتت تركيا تتصرف بجنون لتضرب جميع مناطق شمال وشرق سوريا بعد أن باتت تتلقى ضربات موجعة في عفرين على يد قوات تحرير عفرين ما دفعها اليوم لتصعيد ممنهج ضد جميع المناطق المستقرة في شمال وشرق سوريا.
اليوم حينما يتم عزل مناطق الشهباء والأحياء التي يتواجد فيها شعبنا عن الحالة السورية ويتم تطبيق الحصار عليهم من قبل النظام؛ فإن ذلك يسهّل من مهام تركيا ضد شعبنا لا بل إن ذلك يدفع الدولة التركية إلى المزيد من التصعيد في ظل وجود من يقابلها الشراكة في الأهداف؛ لذلك سياسة الحصار والعزل هذه والصمت حيال ما تفعله تركيا هي سياسة تضر بعموم سوريا وشعبها وليس فقط على شعبنا في الشهباء حتى وإن كان تأثيرها الكبير على تلك المناطق لكنها بالمحصلة سياسة ضد شعب هو جزء من الشعب السوري.
أيضاً من منظور آخر الحصار على شعبنا في الشهباء وأحياء حلب هذا الشعب الذي دافع ضد من هدد ولا يزال وحدة سوريا ووحدة شعبها لا يليق به أن يتم التعامل معه بهذا الشكل خاصةً من قبل من يتحدثون ليلاً نهاراً عنها عن إنهم معنيون بسوريا؛ هل المعني بسوريا يُكافئ بالحصار؛ شعب صمد ضد المحتل وقاومه ولا يزال حتى اللحظة ماضٍ بخيار المقاومة والعودة بإصرار إلى مناطقه التي تهجّر منها؟ هنا علينا مراجعة الكثير من المفاهيم والمواقف إذاً!
هذا الشعب الذي يقاوم من خلال تمسكه بالعودة الكريمة اللائقة لا بل يُصر على ذلك لا بد من ألا يتم السماح لأحد أن يعترض مشروع مقاومته وإصراره؛ الحصار وأشكاله سبل معرقلة لذلك وعوامل مُسهلة لسياسات تركيا ومرتزقتها وهنا كل سوريا في خطر؛ لأن تركيا لا تفرق بين الشعب السوري؛ فها هي تستعبد من وقف معها وتقبلها في سوريا، وها هي تصعّد وتهاجم ضد من رفض مشروعها وسياساتها في سوريا.
منع وصول المواد المعيشية الأساسية من قبل النظام لشعبنا يشير إلى وجود استرضاء لتركيا وتناغماً معها؛ حيث ذلك يعمّق الأمور أكثر فأكثر في الوقت الذي يجب أن يتوجه النظام نحو إبداء الجديّة لحل الأمور فها هو يُصعّد وهنا لا فرق بين ما يحدث في جنوب سوريا وما يحدث في الشهباء، حيث النهج واحد وهو التصعيد والهدف واحد وهو الشعب السوري.
في الوقت الذي لا تزال سوريا تعيش في وضع حرب بمثابة حرب عالمية ثالثة وما يفعله النظام يخنق فرص الحل؛ فإن بقاء شعبنا في الشهباء وصموده عنوان هام ووطني لكل السوريين وتحدٍ واضح للاحتلال ومشاريعه لذا الجميع عليه دعم ومساندة هذا الشعب ودعم مقاومته ومن يزيد من معاناة هذا الشعب عبر الحصار الجائر يتفق مع تركيا في الأهداف والسعي نحو إفراغ الشهباء ويساهم ذلك في دعم واضح لتركيا ويترجم مشاريعها بشكلٍ عملي في سوريا