مؤيدو حزب أردوغان يرفضون تقاربه مع “طالبان”
يتواصل الرفض الشعبي داخل تركيا لمساعي الرئيس رجب طيب أردوغان، للتقرب إلى حركة “طالبان” بعد سيطرتها على أفغانستان مؤخرًا.
ومن ملامح هذا الرفض استطلاع رأي جديد أجرته إحدى شركات الأبحاث التركية، وأظهرت نتائجه رفض أغلبية مؤيدي حزب العدالة والتنمية، الحاكم ذلك التقارب.
وبحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة “سوزجو” التركية المعارضة، الإثنين، وتابعته “العين الإخبارية”، أجرت شركة “متروبول” للأبحاث والدراسات الميدانية، استطلاع رأي جديد بهذا الخصوص.
الاستطلاع شمل مؤيدين لعدد من الأحزاب السياسية بتركيا، وعلى رأسها العدالة والتنمية، حيث أكد 54.9% من مؤيدي الحزب الحاكم المشاركين بالاستطلاع، رفضهم لتقارب النظام من حركة طالبان.
كما رفض 77 % من مؤيدي الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، سيطرة طالبان على أفغانستان، والتقارب بين الحركة والحكومة.
على نفس الشاكلة، انتقد العضو بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، أورهان مير أوغلو، تصريحات أردوغان، الأخيرة، التي قال فيها إنه “لا يوجد خلاف بين تركيا وحركة طالبان”.
مير أوغلو في تصريحاته التي نقلتها الصحيفة نفسها، شدد على أن “طالبان تعتبر أكبر كارثة حالية”، مشيرًا أنها “قتلت عددًا من الفنانين الأفغان، والعقليات لا تحترم الفن حتى تحترم الآخرين، ولا يمكن التقارب معها”
الصحيفة ذكرت أيضا أن تبادل تركيا وطالبان التصريحات الإيجابية في الفترة الحالية، أثار غضب أعضاء حزب العدالة والتنمية، وكذلك المعارضة في البلاد.
والأحد، ألمح أردوغان، إلى أن بلاده قد تتدخل في أفغانستان على غرار تدخله الحالي في ليبيا.
وقال أردوغان في تصريحات متلفزة “لا أستطيع القول إننا لن نبرم اتفاقا مع طالبان كما فعلنا مع ليبيا. يمكننا أن نفعل ذلك. يكفي أن نجد شريكًا جديرًا بالمفاوضات”.
وخلال الأسابيع الأخيرة تمكنت طالبان من بسط سيطرتها على كل المنافذ الحدودية، وفي 15 أغسطس/آب الجاري دخل مسلحو الحركة العاصمة كابل وسيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس أشرف غني، البلاد ووصل الإمارات، قائلا إنه قام بذلك لـ”منع وقوع مذبحة”.
وجاءت هذه السيطرة رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي “الناتو”، طيلة 20 عاما، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
وتزامنت سيطرة “طالبان” مع تنفيذ اتفاق رعته قطر لانسحاب عسكري أمريكي من أفغانستان، من المقرر أن يكتمل بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.
وفضلا عن مسألة الوجود التركي بأفغانستان، وأزمة اللاجئين الأفغان، دأبت المعارضة التركية كذلك على مهاجمة أردوغان خلال الآونة الأخيرة بسبب مواقفه الإيجابية حيال حركة “طالبان”، وتأكيده في أكثر من مناسبة اعتزامه التواصل معها، والاعتراف بها، بشكل يتعارض مع دول أخرى زعم أن انقلابات حدثت بها على الشرعية، وهو ما لم يفعله بأفغانستان.
وسبق أن أكد زعيم المعارضة التركية، كمال قليتشدار أوغلو، رفض تدفق اللاجئين الأفغان إلى تركيا، مشيرًا إلى أنه سواء كانت هناك اتفاقيات كتابية أو شفوية بين أردوغان، ونظيره الأمريكي، جو بايدن، لاستقبال أنقرة للاجئين، فهذا مرفوض تمامًا.
واستقبلت تركيا خلال الأيام الماضية الآلاف من اللاجئين الأفغان الفارين من حركة طالبان.