مرتزقة تركيا في ليبيا.. استياء وتمرد بعد تخفيض الرواتب ومنع الإجازات
كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن وجود “استياء واسع” وحالة “تمرد” بين المرتزقة الموالين لتركيا داخل معسكراتهم في العاصمة طرابلس.
وقال المرصد السوري إن هناك استياء وتمردا بين أوساط المرتزقة السوريين في ليبيا، بسبب تخفيض قيادات الفصائل الرواتب المخصصة لهم إلى 2500 ليرة تركية كل شهر أي ما يعادل 300 دولار شهريًا، فضلا عن صرف الرواتب كل أربعة أشهر.
ووفقًا لمصادر المرصد السوري، فإن عشرات العناصر رفضوا خلال الأيام السابقة الالتحاق بدروس التكيتك والرياضة الصباحية، احتجاجًا على تخفيض رواتبهم واتهامهم لقادات الفصائل بسرقتها، بالإضافة إلى منعهم من الإجازات.
إتاوات مقابل الإجازات
وأشارت إلى أن قادة الفصائل الموالية لتركيا يفرضون على العناصر الراغبين بأخذ إجازات والنزول إلى سوريا، دفع مبلغ مالي قدره ألف دولار أمريكي.
وفي الـ 14 من أغسطس/آب الجاري، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الفصائل الموالية لتركيا تُهرب مقاتلين أوروبيين من أصول مغاربية عن طريق ترحيلهم مع المرتزقة السوريين إلى ليبيا.
وأوضح المرصد السوري، في بيان اطلعت “العين الإخبارية” على نسخة منه حينها، أن الإرهابي أبو عمشة قائد فرقة السلطان سليمان شاه الموالية للمخابرات التركية، نقل 5 “إرهابيين” من أصول مغاربية إلى ليبيا، مستغلًا عمليات نقل وتبديل دفعات المرتزقة السوريين.
وأشار إلى أن هناك 9 إرهابيين آخرين يحضر لنقلهم في الدفعات التبديلية التي يجريها باستمرار، على اعتبار أنهم من المرتزقة السوريين، مؤكدًا أن نحو 10 آلاف “إرهابي” غالبيتهم من جنسية تونسية خرجوا في 2020، من الأراضي السورية إلى ليبيا.
عودة المرتزقة
وعاد نحو 130 مسلحا من المرتزقة السوريين الموجودين في ليبيا والموالين للحكومة التركية، خلال الأسبوعين الماضيين، فيما دفعت تركيا بدفعة مماثلة من مناطق نفوذ الفصائل والقوات التركية شمال سوريا إلى تركيا ومنها إلى ليبيا.
وقال المرصد السوري، إن تلك السياسة التي تعتمدها أنقرة في ليبيا، باتت أمرًا اعتياديًا، رغم جميع المطالبات الدولية بضرورة إخراج المرتزقة، مشيرًا إلى أن تواصل وجود المرتزقة السوريين في ليبيا، لا يلوح بأي بوادر لعودة نهائية لهم إلى سوريا، بل على العكس من ذلك فإن عمليات التبديل تتواصل، بخروج دفعات من سوريا إلى تركيا ومنها إلى ليبيا مقابل عودة دفعة معاكسة.
ووفقًا لمصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عمليات تبديل المرتزقة تتم كل 15 يومًا وبشكل دوري؛ أي أنها تحافظ على أعداد المرتزقة في قواعدها بليبيا.
وأشار إلى أن تركيا تجند المرتزقة مقابل راتب شهري لا يتجاوز 500 دولار أمريكي، وتنقلهم باستخدام مطارات عسكرية ومدنية، ثم يتم نقلهم عن طريق البر للوصول إلى سوريا عبر المنافذ العسكرية التي تسيطر عليها مع الفصائل الموالية لها في ريف حلب الشمالي.