مصادر للمونيتور: نيجيرفان البرزاني هو من مهّد للتواصل التركي الإماراتي
وتحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان، هاتفيًّا، في أوضح مؤشر حتى الآن على تحسن العلاقات بين الخصمين الإقليميين، والذي سرعه التدخل الشخصي من رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان البرزاني بحسب مصادر أخبرت موقع “المونيتور” الأميركي.
وقال بيان صادر عن الرئاسة التركية، الثلاثاء، إن “العلاقات بين الدول والقضايا الإقليمية نوقشت في المحادثات”.
وقال المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أنور قرقاش على تويتر إن “المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الشيخ محمد بن زايد كانت إيجابية للغاية وودودة”.
وقالت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) إن الزعيمين تحدثا عن آفاق تعزيز العلاقات بين البلدين “بما يخدم مصالحهما المشتركة وشعبيهما”.
وأكدت مصادر مطلعة تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها أن البرزاني كان يعمل على تهدئة التوترات بين أردوغان وولي العهد، وقال أحد المصادر إن الانفراج بين تركيا والإمارات “يخدم السلام والاستقرار الإقليميين”. ولم تخض المصادر في التفاصيل.
وبحسب الموقع الأميركي؛ فإن لدى نيجيرفان البرزاني علاقة خاصة مع أردوغان، وقد تعززت هذه من خلال صفقة نفط ضخمة تم توقيعها عام2010، سمحت لإقليم كردستان بتصدير نفطها عبر تركيا وبشكل مستقل عن بغداد إلى الأسواق الغربية. وكذلك تركيا هي شريان الحياة الاقتصادي الحيوي لحكومة إقليم كردستان. وحكومة إقليم كردستان بدورها، بمثابة نقطة انطلاق للهجمات التركية على حركة حرية كردستان.
وكانت تركيا والإمارات على خلاف في المقام الأول حول دعم أنقرة للإخوان المسلمين، والدولتان على طرفي نقيض من الصراع الداخلي في ليبيا، والذي شهد قيام حكومة الوفاق الوطني السابقة المدعومة من تركيا بمقاومة الجنرال خليفة حفتر. كما أعربت الإمارات عن دعمها لقبرص واليونان ومصر في خلافهم مع تركيا بشأن حقوق التنقيب شرق البحر المتوسط. وكذلك منطقة القرن الأفريقي هي منطقة أخرى تتنافس فيها تركيا والإمارات العربية المتحدة.
وفي غضون ذلك، تبادلت وسائل الإعلام في كلا البلدين الاتهامات ضد الطرف المقابل، من بينها مزاعم أن الإمارات ساعدت في تنظيم الانقلاب الفاشل عام 2016 للإطاحة بأردوغان.
ويعكس تواصل أنقرة جهودها الأوسع لإصلاح العلاقات مع إسرائيل والمملكة العربية السعودية ومصر، ولإزالة عزلتها الإقليمية المتزايدة في مهدها.
وأشار الباحث البارز في المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود جليل حرشاوي، إلى أن الحوار لا يمثل “منعطفًا جذريًّا”.
وقال لـ “المونيتور”: “في الواقع، حدثت عملية التهدئة بالفعل على مدى 12 إلى 18 شهرًا الماضية”.
وأدى دخول إدارة بايدن وتصميمها المؤكد على إعطاء الأولوية للصين وتغيّر المناخ والقضايا المحلية إلى إعادة تقييم من قبل القوى الإقليمية. إن استئناف الحوار وتنمية العلاقات الاقتصادية يعود بالفائدة على كل من تركيا المحاصرة ماليًّا والإمارات الغنية بالسيولة النقدية. وقال حرشاوي: “إنها فكرة جيدة حقًّا أن تستثمر أبو ظبي في تركيا الآن لأنها رخيصة، ووجود نفوذ اقتصادي سيساعد أبو ظبي على زيادة نفوذها على تركيا في المستقبل”.
وأصر أردوغان على أن التجارة كانت المحور الرئيس للمحادثات مع مستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان في 18 آب، قائلًا إن “الاستثمارات الإماراتية الجادة” تلوح في الأفق. وقال أردوغان “أعتقد أن الإمارات ستبدأ استثمارات جادة في بلادنا قريبًا جدًّا”، مضيفًا أنه قد يلتقي قريبًا مع ولي العهد، حيث إن المكالمة الهاتفية يوم الاثنين هي خطوة في هذا الاتجاه.