لا أستطيع أن أتنفس.. رسالة مسربة من معتقلة تفضح جرائم تعذيب النساء فى سجون أردوغان
وتداولت وسائل إعلام تركية خلال الأيام الماضية تسجيلا صوتيا لأحد المعتقلات الحوامل داخل سجون أردوغان
ونشرت سافينتش أوزأرسلان، وهي صحفية تركية، تسجيلا صوتيا محزنا للمعتقلة أرزو نور أوزقان، الحامل في شهرها الثامن.
أرزو نور أوزقان، هي معلمة روضة أطفال تبلغ من العمر 33 سنة اعتقلت في إطار التحقيقات ضد حركة الخدمة، حكم عليها بالسجن 6 سنوات و 10 أشهر.
وخلال التسجيل الصوتي، تتحدث أوزقان وهي تغالب دموعها، في ظل تدهور حالتها الصحية داخل السجن، ورفض السلطات الإفراج عنها رغم أنه لم يبقى سوي أقل من 8 أسابيع على ميعاد ولادتها.
وبحسب جريدة زمان التركية قالت المعتقلة في التسجيل الصوتي ما نصه “والله تعبت، كل ليلة لدي أزمة صحية، لا أستطيع التنفس، إذا كان مكتوب لي الموت، فلأمُتْ الآن، لقد سئمت. أنا أُومر بأشياء لا أستطيع تحملها. يكفي التعذيب إلى هذا الحد”.
وتابعت: “أنا لست على ما يرام، أتعرض كل ليلة لمرض جديد، لا أستطيع التنفس. أذهب إلى الطبيب فيقول لي وكأنه يسخر مني: لا تبالغي، فإن السبب نفسي! إن عروقي متورمة، ويدي وذراعي تؤلماني. لا يمكنني الحفاظ على معنوياتي عالية بعد الآن!”.
من جانبها كشفت الصحفية التي نشرت التسجيل الصوتي أنه تم اكتشاف إصابة 4 معتقلين في نفس الزنزانة مع أوزقان بفيروس كورونا، وفي هذه الحالة يتوجب على أوزقان محاربة فيروس كورونا أيضا مع مولودها الجديد.
وأطلق نشطاء على تويتر أطلقوا هاشتاج “أرزو نور أوزقان حامل ومعتقلة”، مطالبين بالإفراج الفوري عنها لاقتراب موعد ولادتها. ولم تستجب السلطات التركية.
ورغم أن القانون ينص على عدم جواز اعتقال الحوامل ومن وضعن حملهن حديثًا إلا أن السلطات تنفذ بشكل مستمر منذ محاولة انقلاب 2016 اعتقالات لسيدات متزوجات دون مراعاة لهذه النقطة.
وكان تقرير لمنظمة (Solidarity with Others) في بلجيكا، قد كشف في فبراير الماضي أن سجون تركيا بها 219 سيدة تركية حامل، ولديهن أطفال رضع تم اعتقالهن في إطار الحملات ضد حركة الخدمة خلال الفترة بين عامي 2016 و2021.
وبحسب التقرير من بين المعتقلات 92 سيدة ما بين حامل وأخريات وضعن حملهن حديثا و40 سيدة لديهن أطفال دون ستة أشهر و87 سيدة لديهن أطفال
أصدرت السلطات في تركيا قرارات اعتقال بحق 5 مدنيين و35 عسكريا بينهم 23 في الخدمة في إطار حملة أمنية مركزها مدينة إسطنبول.
وفى سياق متصل، بدأت عناصر الأمن التركية اليوم حملة لاعتقال الصادر بحقهم قرارات ضبط بتهمة استخدام الهواتف العامة في التواصل مع حركة الخدمة.
وشملت قرارات الاعتقال 12 عسكريا مفصولا وطبيب ومفتش ضرائب وطالب و23 عسكريا في الخدمة من بينهم 7 برتبة ضابط و16 برتبة ضابط صف وداهمت قوات الأمن منازل الأشخاص الصادر بحقهم قرارات اعتقال واعتقلت 32 منهم.
ويتهم نظام أردوغان حركة الخدمة التابعة لرجل الدين فتح الله كولن المقيم بأمريكا بالوقوف وراء محاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد منتصف يوليو 2016.ومنذ ذلك التاريخ أطلقت تركيا ما أسمته بحملة “تطهير” شملت كافة القطاعات العامة وأسفرت عن اعتقال نحو 80 ألف شخص في انتظار المحاكمة، وعُزل أو أوقف تعسفيًا عن العمل حوالي 150 ألفا من موظفي الحكومة وأفراد الجيش والشرطة وغيرهم.