مظلوم عبدي في حوار لمعهد أميركي: الاستقرار الاقتصادي والأمني لا ينفصل عن مكافحة داعش
قال قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، الخميس في ندوة افتراضية أقامها معهد “نيولاينز” الأميركي للدراسات الاستراتيجية إن قواته تتحلى بالصبر الاستراتيجي ولم تصعّد على الحدود مع تركيا رغم خرقها للهدن، وإنهم ماضون في الحوار الكردي- الكردي وبين المكونات.
واعتبر أن تحسين الوضع الاقتصادي في منطقة شمال وشرق سوريا أمر لا ينفك عن مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
وقال قائد “قسد” إن أي تصعيد أو اختراق للحدود مع تركيا لم يحدث طيلة تسع سنوات من سيطرة قواته على منطقة شمال وشرق سوريا، إذ لم تقم أي جهة مرتبطة بقوات سوريا الديمقراطية بأي هجوم معاد للأراضي التركية.
وأضاف أنهم يحاولون التحلي بالصبر الاستراتيجي وعدم التصعيد رغم قيام تركيا بخرق الهدن وخاصة الهدنة التي رعاها مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي السابق عام 2019، لأن أي تصعيد في المنطقة سيصب في النهاية في صالح تنظيم “داعش” الذي يزيد من نشاط خلاياه النائمة اليوم في شرق سوريا وعلى الحدود العراقية السورية.
وكشف “عبدي” عن معرفته بجهود وتحرّكات خاصة قامت بها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للضغط على الجانب التركي لوقف التصعيد والهجمات التركية الأخيرة على المنطقة.
ومنذ الثاني عشر من آب/أغسطس الماضي وحتى مطلع أيلول/سبتمبر الجاري، صعدت القوات التركية من استهدافها لقرى وبلدات شمال الحسكة، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات من السكان المدنيين وعناصر قوات سوريا الديمقراطية، بينما تكرر القصف بعدها على أرياف الحسكة ومنبج وعين عيسى وتسبب بنزوح جزئي من بعض القرى.
وخلال الندوة، قال “عبدي” إنهم لا يريدون للقوات الأميركية أن تبقى للأبد في سوريا، “وعزمنا على قتال التطرّف لن يتأثر بالوجود أو الغياب الاميركي، خاصة أننا بدأنا بقتال داعش قبل شراكتنا مع الولايات المتحدة، ولكن الانتصار العسكري الذي حققناه يستحق أن يتم تدعيمه باستقرار سياسي بإمكان أصدقائنا في الولايات المتحدة المساعدة على إرسائه”.
وأشار إلى أن تفجير “داعش خرسان” في كابل الذي أودى بحياة ١٣ جندياً أميركياً وعشرات المدنيين الأفغان، أحيا آمال تنظيمي “داعش” و”القاعدة” في سوريا للعودة إلى الهجمات الإرهابية.
“الجماعات المتطرفة من القاعدة وداعش استفادت معنوياً من انسحاب أميركا من أفغانستان والشعور بانتصار طالبان، ففي إدلب كان هناك احتفالات لأيام قام بها تنظيم القاعدة الذي يعتبر انتصار طالبان انتصاراً له، كما بدأ تنظيم داعش وخلاياه في مناطق من شمال وشرق سوريا بإرسال تهديدات ورسائل للسكان المحليين تتحدث عن أن التنظيم عائد والانسحاب الأميركي من سوريا بات وشيكاً”.
لكن الجنرال “عبدي” اعتبر أن الحقائق تؤكد أن الوضع مختلف في حالتي سوريا وأفغانستان، رغم القلق الكبير الذي خلقه الانسحاب من أفغانستان في شمال وشرق سوريا، فشكل التواجد الأميركي وأثره أيضاً مختلف بالإضافة إلى أن المسؤولين الأميركيين يؤكدون نيتهم الاستمرار بالبقاء في سوريا حتى إرساء استقرار أمني كامل في المنطقة.
وقال “عبدي” إن الخلافات الداخلية الكردية-الكردية سبب آخر يؤثر على زعزعة الاستقرار في المنطقة، لافتاً إلى استمرار القوى الكردية بالحوار الوطني بين مختلف المكونات، إذ قطع الكرد شوطاً في هذا الحوار رغم استمرار الأزمات في شمال العراق والتي تؤثر سلباً على كل المناطق الكردية.
وعبر عن أمله في أن يتم وقف التصعيد في شمال العراق، لأنه شرط أساسي لنجاح الحوار الكردي-الكردي، “وهو أمر ملح في هذه الفترة، فلأول مرة منذ 20 عاماً هناك مخاوف جدية من اصطدامات كردية-كردية كنا قد نجحنا طيلة العقدين الماضيين في تجنّبها ومنعها”.
كما حثّ واشنطن على المشاركة في دعم الحوار الكردي-الكردي وسبل التقارب وإنهاء الخلافات.
وشدّد الجنرال مظلوم عبدي في حواره مع “نيولاينز” على أهمية معالجة التحديات الاقتصادية في منطقة شمال وشرق سوريا كشرط أساسي لضمان الاستقرار ودحر التطرف والإرهاب من المنطقة.
وقال الجنرال إن المنطقة التي تم طرد تنظيم “داعش” منها باتت مدمرة تماماً، بما في ذلك بناها التحتية التي تعاني من انهيار شامل ينعكس سلباً على الوضع الأمني في المنطقة.
وإن تنظيم “داعش” المتطرف يحاول الاستفادة من الأوضاع الاقتصادية المتردية في نشاطاته للتجنيد وجذب الشباب للقتال.
ولفت إلى وجود ١٢ ألف معتقل من عائلات داعش والمقاتلين السابقين في المنطقة معظمهم متعاطفون مع التنظيم المتطرّف، “وكل هذا يتطلّب تصعيد العمل على برامج اعادة التأهيل وتدعيم اقتصاد المنطقة لضمان إرساء استقرار مستدام”.