آخرها كويت الرحمة…تركيا مستمرة ببناء المستوطنات في عفرين
تشهد منطقة عفرين مؤخراً نشاطاً ملحوظاً لما تسمى منظمات وجمعيات “خيريّة” التي تعمل على تشييد مستوطنات ووحدات سكنية لإيواء المستوطنيين في شمال غربي سوريا، وشاهد من إحدى المنظمات يوضح الأهداف.
“كويت الرحمة” مستوطنة جديدة تم إنجازها في إطار هذه المشاريع، وافتتحها “المجلس المحلي” في مدينة عفرين في 30 من آب/ أغسطس الفائت، لتصبح مكان إقامة جديداً للمستوطنين من مختلف المناطق السورية.
تقع القرية بين بلدتي قيبار والخالدية بناحية شيراوا بريف عفرين، وتعود الأراضي التي جرى بناء الوحدات السكنية عليها لمواطنين كرد إيزيديين، وتضم نحو 380 وحدة سكنية، بالإضافة إلى مسجد ومدرسة ومستوصف ومعهد لتدريس القرآن إلى جانب سوق تجاري، وتم بناء القرية من قِبل جمعية تسمى “شام الخيرية.”
جمعية” شام الخيرية “هي جمعية كويتية فلسطينية، تتشارك العمل مع بعض المنظمات التركية العاملة في الشمال السوري، وهي جمعية مرخصة في تركيا.
تتلقى الجمعية دعمها من قبل “جمعية الرحمة العالمية” ومن جمعية “الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية” ومقرها الكويت، ويرأسها حالياً مستشار للديوان الأميري وأيضاً من “متبرعين” من دولة الكويت حسب ما تقوله المنظمة نفسها.
” بسمة” هي مستوطنة سكنية وتقع في قرية شاديرة بمنطقة عفرين، وتضمّ ثماني كتل سكنية مؤلفة من 96 شقة ومساحة كل شقّة 45 متراً مربعاً، بالإضافة إلى مرافق عامة ومسجد ومراكز لتحفيظ القرآن ومراكز صحية، وقد شارفوا على الانتهاء من بنائها.
هذا ويتم بناء المستوطنة من قبل جمعية تسمى “الأيادي البيضاء” الكويتية والتي تعرف عن نفسها بأنها جمعية خيرية ولديها 45 شريك تدعم مشاريعها، ومنها “جمعية الشيخ عبد الله النوري الخيرية الكويتية، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في دولة الكويت، الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، رحماء بينهم القطرية، بيت الزكاة الكويتي، الندوة العالمية للشباب الإسلامي، جمعية الإصلاح ولجنة الأعمال الخيرية البحرينية، جمعية النجاة الخيرية الكويتية، حملة لشامنا ذخر وسند الكويتية”.
وجمعية “العيش بكرامة” وهي جمعية فلسطينية متهمة بأنّ لها أجندات مريبة لتوطين الفلسطينيين وتغيير ديمغرافي في المنطقة.
كما أن منظمة “سوريا للإغاثة والتنمية” التي تتخذ من مبنى وكالة “هاوار” للأنباء سابقاً بحي عفرين القديمة مقراً لها، أطلقت في العام الماضي 2020 مشروع إكساء للأبنية غير الجاهزة (على الهيكل) في مدينة عفرين والقرى القريبة منها ويتضمن المشروع تجهيز وإكساء الشقق السكنية والمنازل (تركيب الأبواب والنوافذ والتمديدات الصحية وخزانات المياه وتطيين وغيرها).
ورفضت المنظمة مساعدة أهالي عفرين الأصليين الكُرد الذين تقدموا بطلب المساعدة، بحجّة أنهم ليسوا بحاجة للمساعدة، وأنهم “مقيمون” وأنها تساعد ما سمتهم “النازحين (مستوطنين)” وتدير المنظمة فرعاً للمساعدات الطبية، وتتلقى تمويلاً من جمعية “منظمة قطر الخيرية”.
وأفادت مصادر محلية بقيام منظمة “الهلال الاحمر التركي” وبالتعاون مع والي “هاتاي” بإنشاء مشروع وحدات سكنية (مستوطنات) يهدف لبناء “400” وحدة سكنية في جبل “شيخ محمد” في قرية “كفرصفرة” التابعة لناحية جنديرس و “400” وحدة سكنية مسبقة الصنع من الاسمنت في جبل “السبيل” المعروفة لدى أهالي تلك المنطقة بـ” سابيله”.
وبالإضافة لإنشاء جامع ومستوصف في جبل “قازقلي” والمسيطر عليه فصيل “الوقاص” الموالي لتركيا، حيث أن معظم تلك الابنية متنقلة ومسبقة الصنع.
ووفقاً لمنظمة حقوق الإنسان في عفرين، فإنّ من بين الجمعيات الخليجية التي تعمل إلى جانب تركيا لإنشاء المستوطنات في عفرين كل من “جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية الكويتية ـ وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في دولة الكويت ـ الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ـ رحماء القطرية ـ بيت الزكاة الكويتي ـ الندوة العالمية للشباب الإسلامي ـ جمعية الإصلاح ولجنة الأعمال الخيرية البحرينية ـ جمعية النجاة الخيرية الكويتية”.
هذا وتواصل تركيا بناء عشرات المستوطنات في كل من نواحي جندريسة ـ شيراوا ـ شيه ـ راجو ـ بلبله ـ مركز مدينة عفرين ـ شرا ـ موباتا.
” أ ش ” فضل عدم الكشف عن هويته، وهو أحد العاملين في منظمة ” سوريا للإغاثة والتنمية ” سابقاً تحدث لـ” نورث بالس ” في شهادته حول ما يجري من توطين للنازحيين في مدينة عفرين وريفها إذ يقول: “في الحقيقة إن ما يجري هو عملية توطين للنازحين من مختلف المناطق السورية في منطقة عفرين وريفها”.
ويضيف “والظاهر لنا كموظفين حينها أن المقصود من ذلك هو تغيير التركيبة السكانية للمنطقة بأوامر من الإحتلال التركي وأحياناً كانت المنظمة ترغب النازحيين في المناطق الأخرى لجلبهم إلى عفرين وريفها، وذلك من خلال إعطائهم وعوداً بإمدادهم بكل ما يحتاجونه من ماء ومعونة بشكل مستمر، وأحياناً أخرى كانت تدفع مبالغاً مالية لترغيبهم في البقاء ضمن المجمعات السكنية التي تقوم بإنشائها “.
الجدير بالذكر أن تركيا شنت في 20 يناير/كانون الثاني من العام 2018 هجوماً برياً وجوياً واسعاً أطلقت عليه اسم عملية “غصن الزيتون”، استهدف مواقع وحدات حماية الشعب في منطقة عفرين. وفي اليوم التالي، اقتحمت دبابات تركية وجنود أتراك الحدود. وفي 18 مارس/آذار، سيطرت القوات التركية والفصائل التابعة لها، على عفرين.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن نصف سكان المنطقة وعددهم نحو 320 ألف، فروا خلال الهجوم التركي الذي شابته أعمال نهب وتخريب لممتلكات المدنيين.