انتقد الكاتب والباحث الأكاديمي بير رستم موقف المجلس الوطني حول اختيار اللغة الكردية في المناطق الكردية المحتلة من قبل تركيا، قائلاً إن المجلس الوطني لن يكون قادر على الإيفاء بوعوده المخادعة في وقت لا يستطيع أن يفتح مكتباً له في المناطق المحتلة. وتابع : ” لا يمكن أن يرتجى منه خيراً للقضية، إن كان في المجال السياسي أو الثقافي”.
وجاءت تصريحات الكاتب والباحث الأكاديمي بير رستم في حوار خاص لموقعنا ” أدار برس” حول مجرى السلك التعليمي في المناطق الخاضعة لاحتلال تركيا والائتلاف السوري.
و أشار رستم، إن ما تقوم بها تركيا في المناطق الكردية المحتلة هي جزء من السياسات العنصرية لحكومة العدالة والتنمية ضد الكرد وجوداً وهوية وثقافة وهي تندرج ضمن عمليات الإبادة الثقافية والجينوسايد وليس فقط تغيير للديموغرافيا، كما يتم تداوله على وسائل الإعلام الكردي وغير الكردي.
مضيفاً بالقول: “أعتقد أن هذه السياسات المتبعة ضد شعبنا ليست بجديدة، بل هي من صلب الأيديولوجيا القائمة عليها ضد باقي مكونات المنطقة وبالتالي فهي لم تفاجأ أحداً، إلا من كان يعوّل على حكومة العدالة والتنمية ومن خلال بعض المقولات المخادعة؛ بأن تركيا لا تعادي الكرد وإنما طرف سياسي مدرج على لوائح الإرهاب التركية والأمريكية، أو المقولة التي تقول؛ بأن “أردوغان أكثر من يتفهم القضية الكردية”، متناسياً تاريخ الحكومات التركية خلال قرن ومؤخراً سياساتهم بمختلف تياراتهم الحزبية الأيديولوجية ضد الكرد وقضاياهم وصولاً إلى إلغاء حتى القليل من الحقوق الثقافية مع مرحلة الحوار الذي تم فتحه مع حزب الشعوب الديمقراطية- اكثر الاحزاب الكردية المعارضة في تركيا- وهكذا فإن ما يجري في المناطق الكردية هي جزء من تلك السياسات الحاقدة الهادفة لإلغاء الوجود الكردي
وأشار رستم، إن قضية اللغة كأهم عنصر في شخصية تكوين الأمة، “بالتأكيد سيكون المستهدف الأول مع قضية الوجود الكياني الديموغرافي لشعبنا، وذاك ما تفعلها تركيا تحت أنظار دول الاحتلال والعالم وللأسف”.
وأما فيما يتعلق موقف المجلس الوطني الكردي، واعلانهم بأنهم يسعون لأرسال كوادر عبر بعثات إلى الجامعات التركية، بغية تعلم اللغة الكردية لأعداد كادر لتدريس اللغة الكردية في المناطق المحررة، حسب قولهم يقصدون المناطق المحتلة، قال “:للأسف المجلس الوطني يدرك بأنه ضعيف ولا حول له، أو بالأحرى أضعف نفسه من خلال ممارساته للكثير من السياسات الخاطئة ومنها وعلى رأسها؛ عدم قدرته على استثمار موقعه السياسي وخلافه مع الإدارة الذاتية من جهة وصراع الأخيرة مع تركيا من جهة أخرى”.
وأضاف بأنه كان يمكن أن للمجلس الوطني أن يستثمر هذه القضية بشكل كبير لصالحه، بل لصالح عموم قضايا الشعب الكردي بدل أن يتم استثمارها لصالح أجندات تركيا والائتلاف الوطني الإخواني المعادية للكرد .
وقال بير رستم، بأنه كان على المجلس الوطني أن يهدد تركيا والائتلاف بقضية التوافق مع حزب الاتحاد الديمقراطي، عوضاً عن تحويل الإدارة الذاتية من قبل أولئك إلى بعبع لإخافة المجلس وتهديده بجعله لقمة سائغة لدى الطرف الكردي الآخر المنافس له، معلقاً، بأن ضعف سياسات المجلس جعله يخسر ومعه شعبنا الكثير من الامتيازات، بل جعلَ منه غطاءً سياسياً للكثير من الكوارث التي حلت على الشعب الكردي ومنها قضية اللغة مؤخراً وذلك وفق بعض التصريحات الخلبية من “ايفاد أساتذة”.
وانتقد بير رستم موقف المجلس الوطني وتصريحاته النظرية، وقال:” بأن كل ذاك الكلام هو كلام نظري لن يتم تطبيقه على الأرض حيث من جعل من لغة أهل المنطقة -أي اللغة الكردية- لغة “اختيارية” ثانوية غير ملزمة للطالب وغير مرسبة في حين تكون لغة المحتلين -العربية والتركية- هي الأساسية، فبالتأكيد لن يكون قادراً على الايفاء في هكذا وعود مخادعة، بل من لا يقدر أن يفتح مكتباً له في مناطق هي كردية وتعتبر تابعة له عبر تحالفه وائتلافه، فلا يمكن أن يرتجى منه خيراً للقضية، إن كان في المجال السياسي أو الثقافي.
آداربرس/خاص