اجتماع بوتين وأردوغان ينتهي دون مؤتمر صحفي.. تفاقم للخلافات أم تنازل تركي غير معلن؟
وعقد اجتماع الرئيسين في مدينة سوتشي الروسية على البحر الأسود، اليوم الأربعاء، حيث ناقش الطرفان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية – الوضع في سوريا وليبيا وأفغانستان والقوقاز، وذلك بحسب وسائل إعلام روسية.
وانتهت المحادثات بين الرئيسين دون الإدلاء ببيان ختامي أو إجراء مؤتمر صحفي في مقر المحادثات ما يشير إلى عدم حدوث توافق أو إقدام تركيا على تقديم تنازلات للجانب الروسي بخصوص الوضع في إدلب.
وعقب ذلك قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه غادر سوتشي بعد مباحثات مثمرة مع بوتين.
وفي بداية الاجتماع، عُقد لقاء بروتوكولي، تحدث فيه بوتين وأردوغان، حيث أشار بوتين إلى استمرار محادثاته مع أردوغان منذ آخر لقاء جمعهما وجهًا لوجه في آذار/ مارس عام 2020.
وتابع: “المحادثات بيننا تواجه صعوبات أحياناً، لكنها تفضي إلى نتائج نهائية إيجابية، وتعلمت مؤسساتنا المختصة إيجاد حلول وسط تصب في مصلحة كلا الجانبين”.
وقصد بوتين بعبارته هذه، وجود العديد من الملفات الخلافية بين روسيا وتركيا منها سوريا، وليبيا وقره باغ وأفغانستان وتتار القرم.
وعقدت روسيا وتركيا العديد من الصفقات في سوريا والتي تراعي مصالح البلدين على حساب دماء الشعب السوري، وعبر هذه الصفقات ساعدت موسكو حكومة دمشق في استعادة السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي التي خرجت عن سيطرة دمشق منذ عام 2011.
ومنذ أكثر من شهر لم تغادر الطائرات الحربية الروسية أجواء محافظة إدلب، مستهدفة جميع أريافها وخاصة الجنوبية المعروفة باسم “جبل الزاوية”.
كما استهدفت الطائرات الروسية خلال الأيام الماضية نقاطًاً لمرتزقة تركيا في عفرين المحتلة، وذلك في تصعيد جديد يفهم على أنه رسائل ضغط قبل اللقاء المرتقب بين بوتين وأردوغان.
وتصر روسيا على دخول القوات الحكومية إلى مناطق إدلب وافتتاح الطريق الدولي إم 4، ويربط الطريق المذكور المدن التي تسيطر عليها قوات دمشق في حلب واللاذقية، وكان قد شهد لعدة أشهر تسيير دوريات روسية – تركية، لكن سرعان ما توقفت.
وأعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، قبل الاجتماع بأيام، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيبحث مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان أثناء زيارته إلى روسيا الوضع في إدلب السورية.
وفي تصريحات متلفزة ذكر بيسكوف أن رئيسي البلدين أبديا إرادة سياسية وتمكنا من التوصل إلى اتفاق بشأن إدلب، لكن “للأسف لا تزال الأنشطة الإرهابية مستمرة في تلك الأراضي”. وأضاف: “إنه أمر غير مقبول وخطير. إنه أمر يعرقل عملية التسوية في سوريا. والأرجح أن يكون كل ذلك ضمن الأجندة”.
واللقاء الذي تم عقده بين بوتين وأردوغان في التاسع والعشرين من أيلول/ سبتمبر الحالي، هو الأول من نوعه، منذ الاجتماع الأخير في آذار/ مارس عام 2020.
واتفق الطرفان في ذلك الوقت على وقف لإطلاق النار في محافظة إدلب السورية على طول خط المواجهة بين مرتزقة الاحتلال التركي وقوات حكومة دمشق، على أن يتبع ذلك إقامة “ممر أمني” على بعد ستة كيلومترات شمال وستة كيلومترات جنوب الطريق الدولي السريع الرئيس في إدلب “إم 4”.