كيف مهدت تركيا مع أمريكا وروسيا لاحتلال رأس العين وتل أبيض؟
يصادف في الـ 9 من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، الذكرى السنوية الثانية لهجمات دولة الاحتلال التركي على المنطقة الممتدة من مدينة سري كاني/ رأس العين حتى كري سبي/تل أبيض واحتلالهما.
نشرت وكالة ” هاوار” ملفاً حول مرور عامان على احتلال تركيا لمدينتي رأس العين و تل أبيض.
وذكرت، بأن تركيا شكلت نقطة التقاء المرتزقة من مختلف أنحاء العالم ونقطة عبورهم إلى كل من سوريا والعراق التي نشطت فيها الجماعات المحسوبة على “القاعدة” وتنظيمات الإسلام السياسي.
وبحسب المحللين بأن أردوغان كان يسعى لتمكين داعش من السيطرة على المناطق التي ما زال يسعى لضمها إلى تركيا للوصول إلى حدود ما يطلق الاتراك عليه حدود الميثاق الملي
بدأت تركيا باحتلال المناطق السورية بدءًا من جرابلس والباب وإعزاز صيف عام 2016، وذلك في صفقة أجرتها تركيا مع روسيا على حساب ما تسمى المعارضة وهذا ما أقر به وزير الخارجية التركي السابق أحمد داوود أوغلو والذي قال بأن ثمن احتلال هذه المناطق كان الانسحاب من حلب وتسليمها إلى قوات حكومة دمشق وروسيا.
ولاستكمال هذا المخطط دخلت تركيا في تحالف مع روسيا وإيران تحت مسمى “مسار أستانا” اعتبارًا من بداية عام 2017، وبدأت بسحب مرتزقتها من المناطق السورية المختلفة وتجميعهم في إدلب خدمة لمخططها الهادف إلى احتلال المناطق الحدودية من سوريا والتي يقطنها غالبية كردية.
وعبر صفقة مع روسيا، احتلت تركيا مقاطعة عفرين في الـ 18 من آذار عام 2018، مقابل إخراج مرتزقتها من غوطة دمشق وريف حمص وأجزاء من حماة.
وبعد أن قضت قوات سوريا الديمقراطية على داعش جغرافيًّا في آذار عام 2019، بدأت التهديدات التركية مجددًا لمناطق شمال وشرق سوريا.
وبعد مباحثات بين تركيا وأمريكا لمدة ثلاثة أيام، تم الإعلان في 7 آب عام 2019 عن التوصل إلى اتفاقية بتشكيل ما يسمى “المنطقة الأمنية”.
ونص التفاهم على إنشاء منطقة أمنية، وتشكيل غرفة عمليات مشتركة بين الطرفين، وتسيير دوريات مشتركة “أمريكية – تركية”، في المنطقة الممتدة من مدينة سري كانيه وكري سبي بعمق يصل من 5 إلى 9 كم في بعض الأحيان، لتدخل حيز التنفيذ في الـ 8 من أيلول 2019 عبر تسيير أول دورية مشتركة بين الطرفين في الريف الشمالي الشرقي لمدينة كري سبي بواسطة 12 آلية عسكرية أمريكية وتركية.
وتزامنًا مع الدوريات المستمرة بين طرفي الاتفاق، سحبت قوات سوريا الديمقراطية أسلحتها كافة، ومقاتليها من المنطقة الحدودية، وهذا ما أكده التحالف الدولي، وبدأت المجالس العسكرية المحلية التي تشكلت حينها بردم الخنادق، والسواتر الترابية، وإزالة المتاريس العسكرية.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السابق في 6 تشرين الأول 2019 سحب القوات الأمريكية من سوريا، ما أثار ردود أفعال منددة ضمن الإدارة الأميركية وأقدم العديد من المسؤولين على الاستقالة.
واستغل الاحتلال التركي هذا القرار، وشن هجومًا واسع النطاق في الـ 9 من تشرين الأول 2019 على مناطق متفرقة من شمال وشرق سوريا، استخدمت فيها الطائرات، المدافع، الدبابات، وكل ما تمتلكه من آليات عسكرية متطورة، معتمدة على مرتزقة من بيهم جبهة النصرة وداعش الذين تخفوا تحت اسم “الجيش الوطني السوري” مدعومين بالجيش التركي للتوغل برًّا.
وبعد مقاومة بطولية استمرت 14 يومًا من قبل قوات سوريا الديمقراطية استخدم فيها الاحتلال التركي الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليًا واحتلت مدينه سري كانيه، وكري سبي.