الإدارة الذاتية بين PDK وAKP
مثنى عبدالكريم
إن ما يجري اليوم من احداث متسارعة في أغلب مناطق الإدارة الذاتية وتبعات هذه الأحداث التي تجري أيضاً في كردستان العراق الخاضع لسيطرة الاحتلال التركي المباشرة المتحكم بكل مقدراتها؛ إنما يدل على أمر واحد فقط، بحيث إذا ربطنا تسلسل الأحداث وتجذرها نجد أن المصدر واحد، والمسؤول واحد، والفاعل المتحكم بخيوط المأجورين واحد، ألا وهو حزب “العدالة والتنمية”، وعبر الحزب الديمقراطي الكردستاني ومكاتبه في سوريا وبعض المأجورين من أصحاب الحرب الخاصة التي تُشن اليوم على الإدارة بكل مفاصلها.
جميعكم قرأ زاويتنا وما كتبناه عن الأحداث التي عصفت بالمنطقة واستهدفت الإدارة الذاتية بحرب يقودها خونة وضعاف نفوس على مشروع فتي محاصر من قبل النظام السوري ودولة الاحتلال التركي ومن قبل إدارة إقليم كردستان العراق الخاضع لسيطرة الحزب الديمقراطي الكردستاني، والذي أعلن اليوم حربه على حزب العمال الكردستاني في مناطق الدفاع المشروع متهماً إياه بقتل عناصر من البيشمركة! ورغم كل النفي والتصريحات الإعلامية المتتالية من العمال الكردستاني إلا أن الديمقراطي الكردستاني مُصر على اتهاماته متناسياً عمداً كل الأدلة والشواهد بأن من فعل ذلك هو جيش الاحتلال التركي ليزج به في معركة ليسوا سوى وقود لها.
حرب بين من ومن؟
ومن المستفيد؟
ولماذا!
هل فكر البرزانيون بهذه الأمور؟
ولكن قبل أن نجيب على الأسئلة علينا أن نوضح إن الديمقراطي الكردستاني والعدالة والتنمية التركي متفقون معاً على حرب الإدارة بل ويسعون لزرع القروجيين والعملاء وإحداث الفتن والقلاقل في المنطقة، وكل هذا بغية ضرب الإدارة الذاتية التي رفضت أن تكون عميلة لدولة الاحتلال أو أن تساوم على دم وتضحيات الشهداء، محافظةً على أصالتها السورية ونسيج سوريا المجتمعي وعلى حداثتها الديمقراطية ومفهوم التعايش السلمي، ومنذ انطلاقتها رأت فيها الدولة التركية المحتلة خطراً يهدد كل ما تفعله لزرع الفتن والتفرقة بين الإخوة الكرد اولاً، وبين الكرد وباقي المكونات ثانياً، وأنها أي الإدارة إذا استمرت بالنجاح والتفاف الشعب حولها ستكشف حقيقة الارتباط والعمالة لما يسمى بالجيش الوطني المرتزق المرهون بيد الدولة التركية واستخباراتها .
كل ما يجري، كان ولا يزال، لضرب مشروع الإدارة الذاتية، مرةً بالتشكيك بسورية القائمين على هذا المشروع والعاملين فيه، بل وحتى التشكيك بوطنيتهم، ومرة عبر الحرب العسكرية التي أطلقتها لتحتل عفرين وسري كانيه وكري سبي وتهجر أهلها، ومرة عبر الحرب الخاصة التي أطلقتها على شعوب شمال وشرق سوريا عامة، وهي حرب المياه المحرمة بكل معايير وأخلاق الدول والأمم المتحدة ولا تزال تمارسها اليوم على المنطقة، ولنعد الآن إلى الاسئلة السابقة، لماذا قتال الاخوة ومن المستفيد؟ رغم ضبط النفس والتهدئة التي عمل عليها العمال الكردستاني ونداءات حقن الدماء يأبى الديمقراطي الكردستاني إلا أن يتخلى عن إخوته ويصعد المسألة بل ويعقدها.
من يحرضكم ومن يدفعكم ومن يزرع الفتن هو عدوكم المشترك، وهو الذي قتل أجدادكم من قبل وأجداد الأرمن والعرب والسريان، بل وحتى أحفاد الرسول، لذا نناشد العقلاء من الديمقراطي الكردستاني أن يوقفوا التصعيد وأن يتذكروا المثل الذي يقول (أُكِلتُ يومَ أُكِل الثورُ الأبيض) حافظوا على إخوتكم وتحدثوا لبعضكم حكاية وطن.
آداربرس