تواجه مناطق شمال وشرق سوريا حرب مياه تمارسها الدولة التركية كحرب خاصة ضد أبناء المنطقة، بحبس حصة سوريا والعراق لمياه نهر الفرات متجاهلة فيها العقود المبرمة والمواثيق الدولية بين الدول الإقليمية.
وقد عقد في 28 أيلول/سبتمبر المنصرم المنتدى الدولي للمياه في شمال وشرق سوريا بمقاطعة الحسكة وعلى مدار يومين، وذلك بهدف مواجهة هذه التحديات ولمناشدة الأطراف والجهات المعنية باتخاذ الإجراءات المناسبة لوضع الحلول والخطط الاستراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة لهذه المشكلة.
للحديث بشكل مفصل عن هذه التحديات ومخرجات المنتدى، أعد موقعنا” آدار برس” حواراً مع الرئيس المشترك لهيئة الإدارة المحلية والبيئة في إقليم الجزيرة، سليمان عربو، الذي تحدث عن أعمال المنتدى وقال:” انتهت أعمال المنتدى الدولي للمياه في شمال وشرق سوريا، قبل أيام، وكان الهدف الحقيقي من عقد المنتدى الدولي للمياه، هو لتحقيق هدفين أساسيتين.
أولاً، لجمع كافة المعلومات الأولية والثانوية وتوثيقها على شكل خطط ودراسات وإحصاءات يمكن الاستناد عليها لاحقاً لإجاد حلول استراتيجية لتحقق التنمية المستدامة لمشاريع يمكن تنفيذها في المستقبل القريب، والابتعاد عن الحلول الجذرية والمعالجة المؤقتة للمشكلة، وخاصة بعد ما شهدته مناطقنا من حرب المياه الممنهجة التي تمارس ضدنا من قبل دولة الاحتلال التركي منذ أكثر من عام، وطبعاً تم توثيق كافة المعلومات وإحصائها من قبل مراكز بحوث ودراسات ومختصين أكاديميين”.
ثانياً، كان للمنتدى الدولي للمياه، هو تسليط الضوء على ما تقوم به دولة الاحتلال التركي من انتهاكات بحبسها لحصة سوريا من مياه نهر الفرات وحرمان الملايين من المياه، والتي لها تأثير مباشر على الناحية الاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية، فهناك عدد كبير من القرى قد تعرضت للجفاف، وهجرها سكانها، خاصة وإن كانوا يعتمدون في معيشتهم على ما تنتجه الأرض”.
و أِشار، عربو:” تطرقنا في المنتدى إلى الاتفاقيات الدولية والإقليمية بخصوص المياه، وحسن الجوار، وحرب المياه الذي تمارسه دولة الاحتلال التركي، حاولنا أن نسلط الضوء على ما يمكن أن تقوم به بعض المنظمات الحقوقية والانسانية للضغط على الدولة التركية ووضعها على طاولة النقاش في مجلس الأمن والأمم المتحدة لحل هذه المشكلة الدولية التي نعاني منها كدول يمر بها نهر الفرات، والتي يقوم أردوغان بحبسه للمياه، مخالفاً فيها جميع المواثيق والشرائع والقوانين الدولية دون رادع أخلاقي وقانوني”.
واختتم الرئيس المشترك لهيئة الإدارة المحلية والبيئة في إقليم الجزيرة، سليمان عربو، بالقول:” المنتدى كان بمثابة ورقة موثقة أجمع عليه المشاركون بأن يكون لصوتهم صدى، مناشدين فيها الجهات الدولية كمجلس الأمن والأمم المتحدة، للقيام بمهامهم ودورهم في ردع الدولة التركية عن ممارساتها وانتهاكاتها، والتوقف عن ذلك، والسماح بتدفق مياه نهر الفرات والمرور في الأراضي السورية والعراقية، وأن تبتعد عن سياستها العدائية ضد شعوب المنطقة، وجعلها المياه وسيلة لتنفيذ (حرب المياه) وورقة ابتزاز متناسياً، الأعراف الدولية والتعامل بحسن الجوار مع الدول الإقليمية”.
آداربرس/خاص
…………………………………..