ماذا يحمل أردوغان في جعبته للقاء بايدن غداً؟
رفعت تركيا لهجة تهديداتها ضد مناطق شمال وشرق سوريا، في ظل تحشدات عسكرية ضخمة أرسلتها إلى المناطق الحدودية مع سوريا.
وربطت إطلاقها أي عملية محتملة في الأراضي السورية، بتنفيذ كل من الولايات المتحدة وروسيا وعودهما فيما يتعلق بإبعاد عناصر قوات سوريا الديمقراطية إلى مسافة 30 كيلومتراً جنوب الحدود التركية.
وفي لقاء تلفزيوني لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مع قناة تلفزيونية، اتهم كلاً من الولايات المتحدة وروسيا بعدم إيفائهما بوعودهما حول سحب عناصر من “وحدات حماية الشعب” من مناطق في شمال سوريا بموجب التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال غزوها لمناطق رأس العين وتل أبيض.
إلا أن مراقبين سياسيين يذهبون إلى الاعتقاد بأن الادعاءات التركية هي عكس ذلك تماماً، فتركيا لم تلتزم من اليوم الأول بوقف إطلاق النار الذي وقعه نائب الرئيس الأمريكي السابق مايك بنس مع أردوغان، وكذلك الاتفاقية التي وقعها الأخير مع بوتين، والتي تضمنت بنودها العشرة انسحاب القوات التركية والفصائل الموالية لها من المناطق التي احتلتها، لتحل محلها قوات حرس الحدود السورية، إضافة أن الخروقات التركية مستمرة منذ اليوم الأول لبدء سريان وقف إطلاق النار.
وأضاف البعض أن تركيا تبحث عن ذرائع وهمية لشن عملية غزو جديدة على الأراضي السورية، لكن الظروف السياسية مختلفة عما كانت إبان العدوان على عفرين ورأس العين وتل أبيض، حيث أن الولايات المتحدة ممتعضة من الدور التركي في سوريا، فالرئيس بايدن لم يستقبل أردوغان في واشنطن، نتيجة الاستدارة التركية نحو روسيا والخلافات تتفاقم بين الدولتين على خلفية صفقة الصواريخ الروسية وتراجع مستوى الحريات في تركيا.
وقال المحلل السياسي والمختص بالشؤون التركية في مقالة له على موقع “العين الإخبارية” إن أردوغان يحمل في جعبته إلى اللقاء المرتقب بينه وبين الرئيس بايدن ثلاثة مواضيع: عودة تركيا للمشاركة في برنامج إنتاج الطائرة “F – 35″، قطع الدعم عن قوات سوريا الديمقراطية، وتسليم الداعية الإسلامي فتح الله غولن. ويعتقد “دلي” أن العداء الشخصي بين بايدن وأردوغان ربما يغلب على اللقاء بينها، وأن تركيا تسير في طريق الخروج من سرب الناتو والانضواء تحت أجنحة روسيا.
كذلك روسيا تبدو منزعجة كثيراً من عدم إيفاء أردوغان بعهوده وتنفيذ بنود اتفاقية سوتشي التي وقعها أردوغان مع بوتين في سبتمبر/ أيلول 2018 بانسحاب الفصائل المتطرفة من ريف اللاذقية وإخلاء الطريق الدولي (M4)، ورفعت روسيا الشارة الحمراء أمامها، ويبدو أن موافقتها على عمل عسكري تركي جديد في سوريا غير ممكنة في ظل الاستهدافات المستمرة للطيران الروسي لمواقع الفصائل التابعة لتركيا، وأحياناً لمحيط تواجد القوات التركية في سوريا.