وسط مشهد جيو سياسي بالغ التعقيد، تنطلق في إيطاليا غدًا السبت، قمة رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين، في لقاء يُعقد حضوريًّا لأول مرة منذ تفشي وباء كورونا.
ويشارك في قمة مجموعة العشرين G20- التي تعقد حضوريًّا للمرة الأولى منذ تفشي فيروس كورونا- رؤساء دول وحكومات من البلدان المدعوة، بالإضافة إلى ممثلي بعض الجهات الدولية والمنظمات الإقليمية، حيث يسجل الرئيس الأميركي جو بايدن حضوره، فيما يغيب الرئيسان الصيني والروسي.
إذ قال الكرملين، في وقت سابق، الثلاثاء، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لا يعتزم حضور قمة مجموعة العشرين في روما نهاية الشهر الحالي.
لكن بيانًا صدر عن المكتب الصحفي للكرملين قال إن “الرئيس بوتين سيشارك في قمة مجموعة العشرين التي ستعقد برئاسة إيطاليا في روما في 30 و31 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري بواسطة تكنولوجيا الفيديو كونفرنس.
وينعقد اللقاء السنوي للدول العشرين الصناعية عشية مؤتمر الأمم المتحدة حول التغير المناخي “كوب 26” الذي يبدأ الأحد في غلاسكو بإسكتلندا (بريطانيا)، وسيكون الموقف بشأن المناخ أمرًا حاسمًا، باعتبار أن المجموعة مسؤولة عن 80 بالمئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون حول العالم.
لكن القمة التي تستمر يومين ويرأسها رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، قد لا تخلو من مواضيع ذات طابع سياسي من ذلك مناقشة الموقف الإنساني والجيو سياسي في أفغانستان، فيما قد تغيب مواضيع أخرى في تقليد شبه متعارف عليه في مجموعة لطالما كانت العلاقات بين قادتها دافعا وراء تقدمها واستمرارها.
تقليد يبدو أنه خسر الكثير من رصيده بالسنوات الأخيرة بسبب تزايد فجوة الاستقطاب بين قادة دول المجموعة، وسط شبه قطيعة بين واشنطن وبكين، وصعوبة التكهن بالموقف الروسي وخطواته، علاوة على تهديد أنقرة مؤخرًا بطرد 10 سفراء، بينهم 4 من دول مجموعة العشرين، ووصف رئيس وزراء إيطاليا أردوغان بـ”الديكتاتور”.
الرئيس التركي، رجب أردوغان، الذي عدل للتو عن طرد عشرة سفراء غربيين بينهم سفير واشنطن، عبّر عن أمله في لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن في غلاسكو، في اجتماع سيكون ملتهبًا بالنظر إلى السياق الذي يأتي فيه، والانتهاكات التركية شرق المتوسط وبالملفين السوري والليبي.
في حين قال مستشار بايدن للأمن القومي جايك سوليفان، من على متن الطائرة الرئاسية، إير فورس وان، التي استقلها بايدن متوجهًا إلى روما لحضور قمة مجموعة العشرين السبت والأحد قبل مؤتمر “كوب 26″، “أتوقع أن يلتقي (بايدن) رئيس تركيا في غلاسكو” حيث يعقد مؤتمر المناخ الأسبوع المقبل، مضيفًا “ليس لدي تأكيد ولكن هذا ما نتوقعه حاليًّا”.
والعلاقات بين الرئيسين متوترة، وخصوصًا بسبب حصول أنقرة على منظومة دفاع روسية، رغم أنها عضو في حلف شمال الأطلسي.
ومجموعة العشرين؛ منتدى عالمي رائد يجمع الاقتصادات الكبرى في العالم، وقد عملت المجموعة بنشاط منذ عام 1999 لبناء إجماع دولي حول معالجة القضايا الرئيسة المتعلقة بالاقتصاد العالمي، والاستقرار المالي الدولي، وتخفيف آثار تغير المناخ، والتنمية المستدامة.
يضم المنتدى أكبر الاقتصادات المتقدمة والناشئة بالعالم (19 دولة والاتحاد الأوروبي)، حيث يمثل الأعضاء أكثر من ثمانين بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وخمسة وسبعين بالمائة من التجارة العالمية وستين بالمائة من سكان العالم. وتعقد قادة دول المجمعة قمة لهم سنويًّا منذ عام 2008.
ADARPRESS #