احتمالية شن عدوان تركي على مناطق الإدارة الذاتية تكاد تكون معدومة، وإذا أقدم نظام أنقرة على مقامرة ما فستكون هذه المرة بمثابة استعجال للسقوط وليس للقفز فوق أزماته الداخلية وتصديرها.
-لا امكانية من استمرار نظام أنقرة طالما يعيّر ساعته وفق إيقاع الإسلام السياسي، ومرتبط به الفصائل المتطرفة والمرتزقة التي تنفذ مساعيه التوسعية في مناطق متعددة من الشرق الأوسط.
هذا و تتواصل أجواء الاستنفار والترقب لعملية عسكرية تركية محتملة في مناطق شمال وشرق سوريا، وسط قصف واشتباكات بين “الفصائل المسلحة المدعومة من الاحتلال التركي، و”قوات سورية الديمقراطية” (قسد) على بعض محاور التماس، هل من الممكن أن تشهد المنطقة عملية عسكرية مجددا؟ وهل الظروف الدولية مهيئة لمنح اردوغان الضوء الاخضر؟
تحدث بخصوص ذلك لموقع” آداربرس” عضو مجلس رئاسي لمسد، سيهانوك ديبو، قائلا:” كل عدوان/ احتلال تركي سابق على أي منطقة من مناطق شمال وشرق سوريا ما كان يحدث لو لم تمنح تركيا الضوء الأخضر والتسهيلات إنْ من واشنطن أو روسيا أو من كليهما بشكل مباشر؛ وعلى الرغم من المقاومة الكبيرة التي كانت تبديها قوات سوريا الديمقراطية/ قسد. لكن هذه المرة تبدو الأمور مختلفة إلى درجة معينة؛ فقوات قسد التي تنتهج الموقف نفسه في المقاومة مع حاضنة شعبية كبيرة والخبرات القتالية التي كسبتها طيلة الأعوام السابقة، فإنه يضاف إليه الضوء الأحمر في وجه أنقرة، وهو الضوء المزدوج والمرفوع إلى اللحظة إن من قبل روسيا أو أمريكا بالإضافة إلى مواقف متزامنة من قبل دول أعضاء مجلس الأمن الأخرين الصين وفرنسا وبريطانيا التي تصف تركيا بأنها قوة احتلال لشمال سوريا ويجب أن تنسحب منها”.
لذلك فإن احتمالية شن عدوان تركي على مناطق الإدارة الذاتية تكاد تكون معدومة، وإذا أقدم نظام أنقرة على مقامرة ما فستكون هذه المرة بمثابة استعجال للسقوط، وليس للقفز فوق أزماته الداخلية وتصديرها، ولا إمكانية من استمرار نظام أنقرة طالما يعير ساعته وفق إيقاع الإسلام السياسي، ومرتبط به الفصائل المتطرفة و المرتزقة التي تنفذ مساعيه التوسعية في مناطق متعددة من الشرق الأوسط “.
أردف:” ضمن هذه الظروف الموضوعية غير المهيأة لشن عدوان تركي جديد نعتقد بأنها أي الظروف الدولية والإقليمية الرافضة قامت بتعزيز والتأكيد لعاملين ذاتيين مزدوجين: الأول موجود وبات بالأقوى ونقصد مقاومة قوات قسد. والثاني الذي يعتبر غيابه بغير المبرر وأقصد به التفاهم الذي جرى سابقاً (بُعيد عدوان تركيا 2019 على سرييه كاني/ رأس العين، وتل أبيض/ كري سبي) بين الجيش السوري وقوات قسد وعلى إثره جرى انتشاراً للجيش في أماكن معينة”.
أشار:”رغم كل ما تقدم؛ لكن يجب ألا نستبعد مقامرة جديدة يقد عليها النظام التركي الذي تعوّد الهروب من أزماته البنيوية الخانقة الداخلية في أعمال عسكرية عدوانية واحتلالات خارجية تحت حجج وهمية ومضللة. وإذا ما أقدم رأس النظام التركي على مثل ذلك فإنه في الحقيقة يقرّب نهايته؛ وهذه المرة بيده شأنه في ذلك شأن الطغاة والمستبدين. فجميع بلدان الشرق الأوسط ودول عالمية أخرى باتت متأكدة اللحظة قبل أي وقت آخر بأن إيقاع الإسلام السياسي والفصائل الراديكالية الجهادية معيّرة وفق ساعة نظام تركيا والفصائل التابعة له. وإذا رجعنا قليلاً إلى الوراء نجد بأن كل خطوة يخطوها نظام تركيا الأردوغانية لا تأتي متزامنة لصالح الاسلام السياسي فقط؛ وإنما يعد بأكثر المستفيدين من بقاء التنظيمات المتطرفة من المشرق الأوسط إلى الصين”.
أكد.في ختام حديثه، عضو مجلس رئاسي لمسد، سيهانوك ديبو، قائلا:” بجملة واحدة الأوضاع كلها بالضد من سياسة أردوغان التدميرية في المنطقة بشكل عام وبخاصة من وجوده غير الشرعي في سوريا. ويضاف إلى كل هذا الموقف القوي الرافض له من قبل المعارضة الداخلية التركية. نظن بأنه قد حان الوقت لخطوة فعلية تلجم وتردع وتحاسب نظام تركيا على سلسلة الجرائم والانتهاكات بحق شعوب المنطقة. رغم أن الخطوات الجدية الأولى من المفترض أن تخطى من قبل واشنطن وموسكو؛ فنظام تركيا سبب أساسي من أزمات ومشاكل المنطقة ولا يستطيع أن يكون جزء من الحلول”.
آداربرس/ خاص