الكرد من بوابة (الإرهاب) إلى بوابة الحلول
مصطفى عبدو
عندما يكون الكرد موضوع الحديث لابد من الإشارة إلى تعرض الكرد على مدار التاريخ للعديد من المجازر وعمليات الصهر والإبادة والدمج القسري والهيمنة على ثقافتهم المادية والذهنية وبقائهم في أجواء تسودها حروب مارستها الدول المهيمنة.
مع كل ما تعرض له الكرد بقيت صفة الإرهاب التي وصفتها بهم الدول المهيمنة والإعلام العالمي ملازمة للكرد فاتهموا حيناً بالضلوع في مجازر الأرمن (1915)بشكل أو بآخر لتصبح حديث الساعة حتى يومنا الراهن، بينما الواقع يكشف كيف أن الفاشية التركية أدت دورها كآلة في مجازر الأرمن وبالإمكان رصد هذا الواقع وتسليط الضوء عليه اليوم بالأدلة والقرائن.
وبعد أكثر من 30 عاماً اتهم فيها الكرد بمقتل السياسي السويدي أولف بالمه (1986) أغلق التحقيق مؤخراً بعد معرفة القاتل الحقيقي وليتضح أنه لا علاقة للكرد بمقتله.
وحيث يعيش الكرد على أرضهم وضمن جغرافيتهم تدور المساعي دوماً لإلباس الكرد تهمة الإرهاب من قبل الأدوات الإعلامية للدول المهيمنة وما زالت تستمر عليها هذه الدول،فالكردي حيث يعيش فهو متهم وإرهابي.
تسقط الأقنعة اليوم عن الوجوه الحقيقية لمن مارس ويمارس الإرهاب، وتكشف ثقافات الشعوب عن حقيقة نفسها وتفتح أبواب الحياة الإنسانية الحقة على مصراعيها.
و رغم التزمت الشديد تجاه الكرد منذ فترة طويلة إلا أن الكرد يقدمون اليوم حزمة من المشاريع على دروب الحل لكل المنطقة ويتبعون استراتيجية منفتحة على العالم تضفي عليها بعدًا عالميا وإنسانيا.
فوحدة المصير التاريخي لشعوب المنطقة ترجح كفة الموازين لصالح انتشار الحلول الديمقراطية بلونها الوطني والأخلاقي والقيمي عبر التمسك بالمبادئ والثوابت واسترجاع الحق المسلوب.والتي بدأت تنسج أطرافها وتنشر بريقها اليوم أكثر من أي وقت مضى .
بصراحة،ما نلمسه من تعاطي الدول الكبرى ووسائل الإعلام العالمية من وجود قدر معين من المساحة المعطاة للكرد للتعبير عن أنفسهم وما يدور في أروقة السياسيين الغربيين لمصلحة الكرد،يؤكد لنا أن القضية الكردية بوضعها الراهن باتت حالة عالمية طفت على السطح وتتم مناقشتها ليتم حلها ضمن الأوساط والظروف العالمية وهذا ما يقتضي أن يجمع الكرد كلمتهم،وتثبيت وترسيخ القضية الكردية على الطاولة الإقليمية والدولية .
وقبل كل ذلك على الكرد التحلي بذهنية عالمية بدلا من ضياع الفرص وبعثرة الكلمات والعيش في حالة انقسام وتشرذم سياسي. وعلى الكرد الإسراع إلى إقناع المجتمع الدولي أكثر بأن من سعى إلى وصفهم بالإرهاب كان يهدف إلى صهر وتصفية شعب ذو ثقافة وتاريخ عريق .
ADARPRESS#