تسعى روسيا لبدء المحادثات بين ممثلي الإدارة الذاتية والحكومة السورية، إيماناً من جميع المعنين في الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية بأن القضاء على الأزمة السورية ستكون مع دمشق، وهذا ما تحدث به عضو هيئة الرئاسة المشتركة لـ” حزب الاتحاد الديمقراطي” الدار خليل، الذي أكد فيه بأن الحزب مستعد للحوار مع دمشق ولن يكون طرف مع أي قوى خارجية.
وتعليقاً على كل ما تم ذكره، تحدث لموقع “آداربرس” رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين، عمر أوسي:” تلعب روسيا دوراً مؤثراً واستراتيجياً في حل الازمة السورية، ولها دور كبير في حوار الذي تسعى له، بين الكرد السوريين وحكومة دمشق، وبين ممثلي الإدارة الذاتية والحكومة المركزية في دمشق، وطبعاً ذلك بحكم وجودها القوي في سوريا، فروسيا تعتبر القوى الأولى الموجودة على الجغرافيا الوطنية السوريا شرق وغرب الفرات، وأيضاً بقوتها العسكرية الجيوفضائية والشرطة العسكرية والمستشارين وحتى بعض العناصر من الجيش الروسي”.
وأضاف أوسي، بأن روسيا موجودة بثقلها الامبراطوري، إضافة إلى إنها قريبة من الجانب الكردي ومن جميع القوى الوطنية الكردية المؤمنة بدمشق، معارضة وموالاة، وقريبة من حكومة دمشق، وحليفة لها في مكافحة 0الإرهاب منذ أيلول 2015″.
“أمريكا ستنسحب من المنطقة وتترك الملف السوري بيد روسيا”
وقال أوسي:” لا ننسى اصطفاف روسيا الدبلوماسي والسياسي إلى جانب حكومة دمشق منذ بداية الأزمة، وموقفها في مجلس الأمن الدولي، عندما استخدمت الفيتو لمصلحة سوريا لأكثر من مرة، وأعتقد إن ما يؤهل روسيا بلعب هذا الدور المتميز، وأوكد بأنه يوجد في الكواليس اتفاق روسي أميركي لحل الأزمة في سوريا سياسياً، وأعتقد بأن أميركا سوف تنسحب من المنطقة، وسوف تترك الشأن السوري والملف السوري للاتحاد الروسي تدريجياً، فهي تصلح لأن تكون الراعية للمفاوضات والحوارات بين جميع القوى والأطراف السياسية، وهذا شيء جيد ويعطي الضمان عند التوصل لاتفاقيات، فسوف تلعب دور الراعي بهذا الشأن، وأنا شخصياً أوئيد ذلك”.
“حل القضية الكردية سيكون مع دمشق”
وأما فيما يتعلق ببدء الحوار الجدي بين حكومة دمشق والقوى الكردي جميعها، وأنا أركز بأن تشمل كافة القوى المؤمنة بالحوار مع حكومة دمشق، فالقضية الكردية هي قضية سوريا بامتياز وحلها في دمشق، وأعتقد بأنه يجب أن يشارك فيها جميع الكرد المؤمنين بهذا النهج، معارضين وموالين، ونحن من موالين في المبادرة الوطني للكرد السوريين، وعندما أقول نحن من الموالين لسنا معجبين بأداء الحكومات السورية المتعاقبة، فهناك بعض الشخصيات في مراكز القرار رؤيتها سلبية باتجاه الملف الكردي والشعب الكردي في سوريا وقضيته المشروعة والعادلة.
وأشار أوسي بأنه يرى “الحوار المطروح إعلامياً منذ أيام من قبل الأخوة في الإدارة الذاتية، فهو موقف إيجابي ومبشر بالخير خاصة تصريحات السيد ألدار خليل، الذي قال فيها بأن قضيتنا تُحل في دمشق وليس في جنيف، والمسائل الخلافية في شرق الفرات والجزيرة السورية يمكن حلها، فقد تحدث السيد الدار، باسم حزب الاتحاد الديمقراطي والإدارة الذاتية، وأكد بأن هذه الخلافات تحل على طاولة الحوار مع الحكومة الشرعية في دمشق، وهذا اعتراف من الإدارة الذاتية، واعتراف بخصوصية العلم السوري الرسمي وبالحكومة الموجودة في دمشق، فالمسألة مسألة وطنية تخص السوريين ولابد أن تحل في هذا الإطار”
فشل جنيف
وأردف:” لقد كنت في وفد الحكومة بجنيف وحضرت جميع الجلسات وكانت تأتينا من جانب ما يسمى من الإئتلاف السوري المعارض أوراق يتم تسريبها لهم من قبل الأميركان والميت التركي وغيرهم، وكان يتواجد ضابط من الاستخبارات يعطيهم التوجيهات، لذلك حصل انسداد وقع في محادثات جنيف، ولم نتوصل لجدول عمل للنقاش عليه إي فيما يخص السلال الأربعة، وطبعاً هذا نتيجة التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي، والحوار السوري- السوري الذي انعقد في جنيف، و لا أرى إمكانية حل المشكلة السورية لا في سوتشي، ولا في استانة، الحل الأمثل لكافة القضايا بما فيها الدستور الجديد لسوريا في دمشق”.
وثيقة المبادرة الوطنية
وأكد عمر أوسي، بأنهم في المبادرة الوطنية للكرد السوريين، و بالتعاون مع بعض الشخصيات الوطنية من شرق الفرات والجزيرة السورية والريف الحلبي ومن كافة المكونات من كورد وعرب وسريان وأشور وشركس، توصلوا لوثيقة اسمها المبادرة الوطنية التي ما تزال مسودة تم طرحها ممثلي الإدارة الذاتية، دون تكلفة أي جهة بهذا المشروع.
وتمنى أوسي، عقد حوار جدي، وحل جميع المسائل الخلافية عبر التفاوض مع حكومة المركز في دمشق، وبالعودة للوثيقة، فهي تتضمن بعض البنود الهامة، منها كتطبيق النظام اللامركزي في حكم البلاد وتوسيع قانون الإدارة المحلية رقم 107، ومقاربته من قانون الإدارة الذاتية، والإقرار بالحقوق المشروعة للشعب الكردي بضمانات دستورية وبحقوقه الثقافية و للمكونات الأخرى.
وأضاف بأنه في حال تم التوصل إلى نقاط وسط وهذا ليس مستحيلاً، وإن تأخر هذا الحوار سنوات كان يجب أني يقام بهذه الخطوة منذ سنوات لكن تعقيدات الأزمة السورية حالت دون ذلك، وقال:” يمكن التوصل لحلول وسط، وإيجاد مخرج لمستقبل قوات قسد ودمجها بالجيش السوري وبقوات الأمن وأن يكون لها دور محلي في المنطقة التي تسيطر عليها قسد بالاتفاق بين الطرفين، وهذا مشروع وطني مهم، ويجب أن تشارك فيه وتدعمه كافة مكونات شعبنا، وكافة الوطنين السوريين لدرء التهديدات التركية منذ أيام باجتياح مناطقنا والقيام بعملية رابعة على غرار العمليات العسكرية السابقة، واحتلال أجزاء أخرى من سوريا، الخطر الجدي اردوغان يريد الهروب من أزماته الداخلية، فلديه أزمات اقتصادية خانقة وسياسية اجتماعية، وعلاقاته متوترة مع سيده أميركا وحتى مع روسيا لذلك يمكن أن يقوم بهذه الحماقة والمغامرة في بعض المناطق تحت سيطرة الدولة السورية وقوات قسد لخلط الأوراق مجدداً، لكن أعتقد بأن سيناريو عفرين وسري كانية وكري سبي لن يتكرر هذه المرة فهناك مناورات عسكرية روسيا -سوريا مع قسد وهناك اتفاقات لم تعلن عنها هذه الأطراف الثلاث لسد القصف التركي ومرتزقته إن حدث، لدي علاقات مع شخصيات مهمة في الحكومة السورية وأعتقد بأن حكومة دمشق أيضاً جادة في الحوار هي أيضاً لأنه ذلك في مصلحة الجميع”.
آداربرس/خاص