أفاد تقرير أعده خبراء في الأمم المتحدة أن عدد الانتهاكات المسجّلة هذا العام لحظر الأسلحة المفروض على ليبيا تراجع بالمقارنة مع العام الماضي، لكن “استمرار وجود” مرتزقة تشاديين وسودانيين وسوريين وروس “ما زال يمثل تهديداً خطيراً” للوضع في هذا البلد.
ووفقاً للتقرير المرحلي السري الذي تسلمه أعضاء مجلس الأمن الدولي الخمسة عشر مؤخراً، واطلعت عليه وكالة فرانس برس الثلاثاء، فإن “الوتيرة المكثّفة لإرسال” شحنات السلاح المحظورة إلى ليبيا تراجعت لكن “حظر السلاح يظل غير فعال بتاتاً”.
والخبراء الذين أعدوا هذا التقرير مكلفون من قبل مجلس الأمن لمراقبة مدى احترام الدول لقراره المتعلق بمنع إرسال أسلحة إلى ليبيا.
ويغطي تقرير الخبراء الفترة الممتدة بين كانون الثاني/ يناير وتشرين الثاني/ نوفمبر، وقد زاروا من أجل إعداده ليبيا في مناسبتين، الأولى في نيسان/ أبريل والثانية في أيلول/ سبتمبر، كما أنهم تمكنوا من أن يذهبوا، لأول مرة منذ 2017، إلى بنغازي (شرق)، معقل المشير خليفة حفتر.
وأعرب التقرير عن أسفه لأنّه على الرغم من مطالبتهم العلنية بانسحاب المرتزقة من بلدهم فإن “أطراف النزاع ما زالوا يحتفظون بمقاتلين أجانب في صفوف قواتهم، لا سيما برعايا من تشاد والسودان وسوريا وبأفراد شركات عسكرية روسية خاصة”.
وشدّد التقرير على أن “اللجنة ليس لديها دليل على حدوث انسحابات واسعة النطاق حتى الآن” لهؤلاء المرتزقة.
وبحسب الخبراء فإن المرتزقة السوريين الذين يدعمون القوات التركية التي تواجه قوات حفتر يتقاضون رواتب تتراوح قيمتها بين 800 و2000 دولار شهرياً.
وأشار التقرير أيضاً إلى الاتهامات التي وجهت في أيلول/ سبتمبر إلى فرنسا بتنفيذها عمليات عسكرية في جنوب ليبيا، وهي اتّهامات رفضتها باريس في حينه.
وأكد الخبراء الأمميون في تقريرهم أن حركة النقل “كانت في 2021 أقل بكثير” على الجسور الجوية مع ليبيا والتي استخدمتها في 2020 الإمارات وروسيا، أحياناً عبر سوريا، وتركيا.
كما “تراجع بنسبة 55 بالمئة” عدد الرحلات الجوية العسكرية الروسية إلى شرق ليبيا الذي تستخدمه موسكو كذلك محطة ترانزيت لرحلاتها المتّجهة إلى جمهورية أفريقيا الوسطى، في حين تراجعت “بنسبة 64%” الرحلات الجوية التي سيّرها الجيش التركي إلى ليبيا.
بالمقابل، زاد بنسبة 71 بالمئة عدد الرحلات التي تسيّرها من وإلى ليبيا شركة أجنحة الشام السورية، في ارتفاع رجّح التقرير أن يكون سببه القيام بعمليات تبديل لمقاتلين أجانب.