أكراد الائتلاف..الشرعنة والتبرير والتهرّب..
بقلم: م.محفوظ رشيد
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة، وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم..!!
من المؤسف والمحزن جداً أن يوصل “بعض” الذين يدّعون أنهم الورثة الحقيقيون للحركة السياسية الكوردية، التي ضحت منذ تأسيسها بالكثير الكثير من أجل قضية مشروعة وعادلة، بمقوماتها وخصائصها المعروفة للعدو والصديق على حد سواء، وبانتظار الفرصة السانحة لتستغلها وتحقق الأهداف والمطالب التي ناضلت من أجلها إلى حالة العجز والترهل والتردد، وبالتالي التهرب من الاستحقاقات التي تفرضها المرحلة الراهنة وظروفها المتاحة ومفرزات الأزمة السورية العارمة التي أحدثت نزفاً كبيراً وغزيراً على المستوى المادي والمعنوي، وأصبحوا في وضع جلّ ما يشغلهم ويهمهم هو الدفاع عن مصالحهم الحزبية والشخصية على حساب المبادئ والشعارات، وتسخير جميع طاقاتهم في تأجيج التخاصم الحزبي (الانشقاقات غير المنتهية) والصراع الداخلي والتناحر الكوردي- الكوردي (التشكيك في الحوار الكوردي- الكوردي وإعاقته) ، والتي من شأنها إضعاف العامل الذاتي وانهائه، والمساهمة في هدم ما تحققت من مكاسب وإنجازات في كافة المجالات السياسية والإدارية والعسكرية.. على أرض الوقع، وعلى جميع الأصعدة المحلية والكوردستانية والعالمية (محاربة الإدارة الذاتية وتشويه سمعتها..(.
ما يقوم به ممثلو الكورد المنضوون إلى الإئتلاف من “المجلس الوطني الكوردي” و”رابطة الكورد المستقلين” من نشاطات تفضح تداعيات الأسرار والاستمرار ضمن إطار يطغى عليه الطابع العنصري والطائفي في سياساته وتنفيذه لأجندات قوى خارجية معادية للقضايا الديموقراطية والوطنية في سورية بصورة عامة، والتطلعات القومية للكورد بصورة خاصة، بذلك يكرّسون ويشرعنون اغتصاب تركيا ومرتزقتها من العصابات الإرهابية للمناطق الكوردية وما ترتكبها من الفظائع والشنائع التي يندى لها جبين البشرية من القتل والتدمير والتعفيش والتهجير والخطف و…، ويؤيدون مساعي تركيا لنسف الطموح الكوردي (المشروع القومي الكوردي الاستراتيجي) ويتفاعلون معها، ذات المشروع الذي يتبناه المجلس الوطني الكوردي في أدبيات ووثائقه، حيث أن المسؤولين في تركيا والائتلاف لا يتوانون لحظة إلا ويؤكدون على عدم سماحهم بتكرار تجربة كوردستان العراق (الديموقراطية والفيدرالية) والتباهي بنجاحهم في تقطيع أوصال الحزام الحدودي (كوردستان سوريا، الجزء الكوردستاني الملحق بسوريا، كوردستان الغربية، المناطق الكوردية، روج آفايي كوردستان، غرب كوردستان،…) المتصل بين نهر دجلة شرقاً والبحر المتوسط غرباً باحتلالها لعفرين و serê kaniyê – رأس العين و girê sipî – تل أبيض..
ما يلي نورد أبرز هذه النشاطات التي تتعمد وسائل الأعلام التركية والائتلاف في نشرها على نطاق واسع وبشكل رسائل موجهة وضمن قوالب معينة ومقاصد محددة:
- قيام البعض من ممثلي الكورد بزيارات خاطفة ورسمية ضمن وفود تضم رموزاً للعصابات الإرهابية للمناطق الكوردية التي ترزح تحت احتلالها.
- الظهور عبر وسائل الإعلام والتبرير لتلك الزيارات من خلال التهجم على الإدارة الذاتية القائمة من أهميتها واتهامها بالإرهاب والاستبداد والطعن في شرعيتها ووطنيتها، بهدف التقرب من تركيا ورفع أسهمها لدى المعارضة الشوفينية؟ واستخدامها شماعة للتغطية على خيباتهم والتنصل من مسؤولياتهم المنوطة بهم والملقاة على عاتقهم.
- الاختباء خلف درع البارزانية والاحتماء بها من سهام النقد والقدح والفضح..التي تطالهم من كل حدب وصوب بسبب سياساتهم وممارساتهم الخاطئة التي تنذر بالفشل والاخفاق..
- اللقاء مع ممثلي الدول والمنظمات الأممية ضمن وفود مشتركة مثل “جبهة الحرية والسلام” و”الائتلاف” تحت المظلة التركية وبأوراق عمل وأجندات سورية عامة، لا تشير من قريب أو بعيد إلى الجرائم والانتهاكات والضغوطات التي يتعرض لها الكورد ومناطقهم وقضاياهم جراء سياسات وممارسات تركيا العدوانية ومرتزقتها من المجاميع الإرهابية..
- اللقاء شبه الدوري والمنظم مع مسؤولي تركيا للتشاور والتنسيق مثل وزير الخارجية جاويش أوغلو بهدف استثمارهم أعلامياً وسياسياً لإقناع الرأي العام العالمي بأن قسماً من الكورد يؤيدون سياسات تركيا ويباركون تدخلاتها في الشأن السوري العام و الكوردي الخاص.