هل سيبان المرج في سوريا
د. أحمد بركات
منذ وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض والسوريون يترقبون بشغف ملامح السياسة التي ستنتهجها الإدارة الجديدة في الملف السوري، وهل سيحتل الملف السوري أولوية في سياسة إدارة بايدن في الشرق الأوسط؟. هل سيتم التوافق بين الروس والأمريكان على سبل وكيفية حل الأزمة السورية؟. أسئلة كثيرة يطرحها السوريون حول مستقبل بلادهم .
بعد لقاء القمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن في جنيف في 16 من حزيران الجاري خاصة أن الطرفين تطرقا إلى الأزمة السورية، مما جعل السوريين يعقدون آمالا على ذلك.
وجاء اللقاء الوزاري في روما في 28 حزيران برئاسة وزير الخارجية الأمريكية انتوني بلينكن وبمشاركة أربعة عشر وزير خارجية يمثلون المجموعة المصغرة حول سوريا، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ، وتركيا وقطر هذا بحد ذاته يعتبر تحولا كبيرا في الموقف الأمريكي وبحسب البيان الصادر عن القمة الوزارية فإن التركيز الأساسي كان على ضرورة استمرار وقف إطلاق النار وترسيخه على مستوى البلاد عامة، والسماح بفتح المعابر الموجودة خارج سيطرة سلطة الحكومة السورية لدخول المساعدات الإنسانية إلى مختلف المناطق السورية دون أية عراقيل، وحملت القمة الجانب الروسي مسؤولية تمرير مشروع القرار في مجلس الأمن، دون استخدام الفيتو فيما يخص هذه المعابر.
كما أكد الوزراء على ضرورة البدء بالعملية السياسية من خلال تفعيل وإطلاق عمل اللجنة الدستورية والوصول إلى حل سياسي ينهي معاناة السوريين ويضع حدا للأزمة السورية المستمرة منذ عقد من الزمن وفقا للقرار الدولي 2254.
ويبقى السؤال الأهم الذي ينتظره السوريون هل أن هذه بداية ذوبان الثلج ليبان المرج أخيرا في المشهد السوري المأساوي؟. أم هي أيضا واحدة من البيانات والتصريحات الكثيرة التي تعوّد السوريون على سماعها من جانب المجتمع الدولي، والقلق الذي يبدونه حيال معاناة السوريين.
إن الشعب السوري بجميع أطيافه ومكوناته السياسية والقومية والدينية سئم الحرب والدمار الذي لحق ببلادهم، وهم جميعا ينتظرون بفارغ الصبر إطلاق العملية السياسية في بلادهم والوصول إلى حل سياسي لمجمل الأزمات والقضايا التي عانت منها سوريا، وتحقيق مطالب الشعب السوري في الحرية والكرامة، وكذلك تأمين الحقوق القومية العادلة والمشروعة للشعب الكردي في إطار سوريا موحدة وتضمين ذلك في دستور البلاد الجديد.
آداربرس